الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 16 / سبتمبر 19:01

حوار مع ملاك الموت

معين أبو عبيد
نُشر: 09/08/24 11:37

أشباح الموت المرعبة تتراقص في كل زاوية، أسمع وقع أقدامها المزعجة بحذائها الأسود وكفنها الأبيض، لم أكن في قمّة انسجامي. كنت بعيدًا عن عالمي وأحلام اليقظة، أغوص في عالم آخر، عالم الضياع. 

إن لم تكن ذاكرتي قد خدعتني، دار بيننا حوار عنيف وتراشق بالاتهامات، حاولت التهرب لكن عبثا، فصحت بصوت مخنوق، أبعدوا عني، لا أنوي فتح معركة ولا بأي شكل، ولا بلغة الهمس، فكل الأماكن إليك موحشة، موجعة، وعتمتك موحشة، سوادها داكن لا يمكنني أن أتحمّل رقصتك الخفية التي تشبه رقصة الأفاعي الخبيثة والسّامة، إنكم تحبسون أنفاسي وتخنقونني.

أحاول جاهدا ان استعيد قواي عبثا اشعر بأنفاسي تختنق وعيناي تلامس الظلام القاتل

وفجأة، تدخلت الحياة بقدرها الغدّار وسألت شبح الموت بقهقهة وسخريّة: لماذا يحبّني البشر ويكرهونك؟ أجاب شبح الموت لآنك كذبة جميلة، وأنا حقيقة مؤلمة، السّاعة آتية لا ريب فيها اخترناك دون أن نحتار. اطمئن ستكون في أمان مرتاحًا تحيطك جيرة حسنة، لا تشعر بالعناء، هموم ومأسي الحياة. لا، لا إني أكره هذا المشهد وحفار القبور بكفوفه المخملية الملطخة بالتراب، قبعته التي تخفي عينيه الواسعتين وأهدابه الطويلة المبعثرة، لا أريد الرحيل عن بعض أحبائي وأحفادي وآخرهم ليّا، ولأستمر بالكتابة لا بماء الذهب، بل بماء الروح ولن توقفني ما دمت ألتقط أنفاسي، وسأترجم كل ما في داخلي، أحاسيسي ومشاعري وأتخلص من الإنسانية المزيفة المرسومة على وجوه بني البشر من فئة ناكري الجميل.

الحياة وبكل وقاحة

الم تقل يوما بصوت مخنوق وبصمت مطلق اريد الرحيل الصامت بلا عتاب بلا وداع واحمل في داخلي قلبي المجروح وروحي المتعبة حتى وان كنت لا تعرف الى اين ؟!

مقالات متعلقة

.