الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، 14 أغسطس 2024 — ما بدأ على شكل مبادرة طلابية في الجامعة الأميركية في الشارقة لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، صار اليوم مشروعًا رياديًا اجتماعيًا ناجحًا تحت مسمى "بلبل"، مقدمًا دروسًا عملية في اللغة العربية بنهج مبتكر وأسلوب متميز.
تقول خريجة المالية آلاء الجمل، المؤسس الشريك لبلبل والمسؤولة عن علاقات العملاء والاستراتيجية التطويرية للأعمال: "بدأنا في تقديم برنامج دروس اللغة العربية عندما كنا طلبة في الجامعة بعدما وجدنا طلبًا كبيرًا وملحوظًا على تعلم مهارات اللغة العربية بأسلوب عملي داخل مجتمع الجامعة الأميركية في الشارقة. وقد خدم البرنامج الطلابي على مدى عامين أكثر من 400 طالب وطالبة وحصل على جائزة أفضل برنامج للعام من مكتب الخدمة المجتمعية والتواصل في الجامعة. وقد دفعنا هذا النجاح إلى تحويل هذه المبادرة إلى نموذج أعمال ريادي مجتمعي بعد التخرج".
شكل كل من الخريجة الجمل وخريج المالية حذيفة مسعود وخريجة الهندسة الكيميائية هاجر الراشد القوة الدافعة والمؤسسة للمشروع الريادي، حيث يشرف مسعود على المبيعات والشؤون المالية بما يضمن النجاح التشغيلي لـ "بلبل"، وتدير الجمل تجربة العملاء مع التركيز على نمو المشروع وتطويره، بينما تقوم الراشد بتطوير المناهج الدراسية، وتوظيف المعلمين وتدريبهم، وضمان تقديم خدمات عالية الجودة.
تقول الجمل: "بدأت فكرة المشروع عندما وجد مسعود فجوة في تعلم اللغة العربية بين المغتربين على الرغم من السنوات التي قضوها في التعليم المدرسي. فجمع مسعود الفريق وأطلق المبادرة الطلابية لتتحول بعد التخرج إلى مشروع تجاري ناجح. وقد أدى تفانينا في العمل إلى توسيع المشروع بنجاح".
يتميز المشروع عن غيره من برامج تعليم اللغة العربية على تركيزه على التعلم العملي القائم على السيناريوهات. فعلى عكس الأساليب التقليدية الأكاديمية، يقدم البرنامج فرص ممارسة محادثات شخصية وواقعية من اليوم الأول. ويستفيد المتعلمون من دروس فردية مخصصة تتناسب مع مستوى كفاءتهم ووتيرة تعلمهم. وتساعد الجلسة الاستشارية الأولية المجانية على تخصيص كل تجربة تعليمية ومعالجة الأهداف والتفضيلات الفردية. وبالنسبة للمتعلمين الذين يفضلون التعلم وجهًا لوجه، يتم اختيار المعلمين بناءً على مكان تواجد العملاء واحتياجاتهم، كما تخطط "بلبل" إلى إنشاء مراكز في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة لتعزيز إمكانية الوصول لخدماتها.
يقول مسعود: "نحن نهتم جدًا بالتعلم المخصص للأفراد، لذلك نحن نطابق كل متعلم بعناية مع معلم مخصص بما يتوافق مع جدوله الزمني ومستواه اللغوي. وبما أننا نؤمن بأهمية التواصل المستمر ضمن نهجنا، نحن نحافظ على تواصل منتظم مع المتعلمين لمراقبة تقدمهم وضمان تحقيق نتائج تعلم فعالة. تتمثل رؤيتنا الشاملة في تبديد المفهوم القائل بأن اللغة العربية لغة صعبة، ونسعى جاهدين لجعل اللغة العربية في متناول الجميع لتمكين الأفراد من التواصل بثقة في مواقف الحياة اليومية، سواء في الشارع أو في العمل".
تم تطوير المنهج عبرعملية تعاونية شارك فيها مسعود والراشد وتوجيهات من قسم دراسات اللغة العربية والترجمة في كلية الآداب والعلوم في الجامعة الأميركية في الشارقة.
تقول الراشد: "بدلًا من اتباع نهج تعليمي تقليدي قائم على المستوى اللغوي، يستخدم البرنامج سيناريوهات عملية مصحوبة بمجموعة من المفردات المصنفة حسب الصعوبة - سهلة ومتوسطة وصعبة - بما يسمح بتجارب تعليمية مرنة ومخصصة. يتم تطوير المناهج ومراجعتها باستمرار للتأكد من فعاليتها في التواصل في العالم الحقيقي. تتضمن مناهجنا حاليًا نحو 30 سيناريو مع إمكانية إنشاء سيناريوهات
مخصصة بناءً على طلب المتعلم. كما يخضع المعلمون الناطقون باللغة العربية لتدريب متخصص لتقديم تعليم فعال، ونحن طبعًا في بحث دائم عن المواهب الجديدة للانضمام إلى فريقنا".
شكلت التجربة الجامعية في الجامعة الأميركية في الشارقة للخريجين المؤسسين أساسًا قويًا لبناء مشروعهم الريادي، والذي قال عنه الراشد: "لقد حظينا باهتمام كبير من داخل الجامعة وخارجها، حيث أعرب المتعلمون عن حماستهم لبرنامج اللغة العربية العملي الذي يطور مهاراتهم في التحدث بشكل فعال. إن المرونة جزء أساسي في عملياتنا لتلبية احتياجات المتعلمين المتنوعة، سواء كانوا يفضلون التعلم خلال عطلة نهاية الأسبوع أو خلال فترات المساء أو يحتاجون لإعادة جدولة حصصهم بسبب امتحانات أو ظروف غير متوقعة".
ويتطلع الفريق إلى توسيع نطاق وصوله وتأثيره بفتح مراكز في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة لاستضافة الجلسات والفعاليات، معززًا إمكانية الوصول والراحة للمتعلمين.
يقول مسعود: "نحن ملتزمون بالتطوير المستمر وابتكار نهج يلبي الاحتياجات الديناميكية لمتعلمينا. لا يقتصر توسعنا على تعليم اللغة العربية بشكل فعال فحسب، بل على تعزيز بيئة تعليمية داعمة يشعر فيها المتعلمون بالتمكين والتحفيز لتحقيق أهدافهم اللغوية. نحن نعمل على تحسين خدماتنا باستمرار واستكشاف فرص جديدة للنمو والتأثير في المجتمع".
يجسد نجاح "بلبل" التأثير القوي للجامعة الأميركية في الشارقة وتشجيعها على ريادة الأعمال. يقول الدكتور محسن سعد، أستاذ المالية في كلية إدارة الأعمال في الجامعة: "نحن فخورون بدعم خريجينا لبدء أعمالهم التجارية الخاصة. فنحن نعمل من خلال الإرشاد الشخصي والتواصل المستمر على تعزيز مجتمع تزدهر فيه طموحات ريادة الأعمال. وإن نجاح خريجينا في إطلاق مشاريع ناجحة هو انعكاس لالتزامنا برعاية القادة المبتكرين الذين يساهمون على المستوى الوطني في النمو الاقتصادي والمجتمعي".
يذكر أن الجامعة الأميركية في الشارقة صنفت في المرتبة الثانية من حيث السمعة التوظيفية لدى أصحاب الأعمال ونتائج التوظيف في دولة الإمارات العربية المتحدة، بناءً على تصنيفات "كيو إس" الجامعية العالمية لعام 2025.
حول الجامعة الأميركية في الشارقة
أنشأ صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الجامعة الأميركية في الشارقة عام 1997. وتوخى الشيخ سلطان في رؤيته للجامعة أن تكون مؤسسة تعليم عال متميزة على خلفية التاريخ الإسلامي وفي سياق تطلعات واحتياجات المجتمع المعاصر في الإمارات ومنطقة الخليج.
وتم تأسيس الجامعة على أسس متينة من مبادئ الجدارة والسمعة الأكاديمية العالمية. وأصبحت تمثل أفضل ما في مجال التدريس والبحث. وهي معتمدة دوليًا ومعترف بها من قبل أصحاب العمل في جميع أنحاء العالم لقيامها بتأهيل الخريجين المزودين بالمعرفة والمهارات اللازمة للقرن الواحد والعشرين.
ولا يتم تثمين طلبتنا من خلال النجاح الأكاديمي فقط، ولكن أيضاً من خلال المشاركة في أنشطة الحرم الجامعي الديناميكية وفي تجسيد مثلنا العليا من الانفتاح والتسامح والاحترام. وهذا المزيج من التفوق الأكاديمي وروح المجتمع يضمن أن تبقى الجامعة مقراً لأعضاء هيئة تدريس وطلاب على مستوى عالمي، يسعون ليصبحوا مبتكرين ومفكرين ومساهمين وقادة المستقبل.