بشكل تجاوز كل التوقعات وفاق حتى الاستعدادات الأولية، تشهد الحملة الشعبية ضد التجويع في غزة التي ينظمها حراك نقف معًا، تفاعلًا كبيرًا واقبالًا قد يكون غير مسبوق على مستوى الحملات في المجتمع العربي.
الحملة التي أطلقها الحراك في بداية الشهر الجاري وذلك بعد التنسيق مع منظمة عالمية تنشط في غزة والضفة الغربية منذ سنوات، كان من المخطط أن تستمر لمدة 3 أسابيع في 8 محطات في دير الأسد والناصرة وسخنين وأم الفحم وباقة الغربية والطيرة ورهط وحورة، لكن الاقبال عليها والذي تصاعد مع تقدم الايام، فاق كل التوقعات والمخططات، مئات المتطوعين وآلاف المتبرعين، بين أشخاص عاديين تبرعوا بكميات محدودة وفق قدراتهم ورجال أعمال وتجار تبرعوا بكميات ضخمة جدًا، لدرجة أن الحراك اضطر لاستئجار المزيد والمزيد من المخازن واستخدام المزيد من الشاحنات، وقد فاقت المواد الغذائية ومواد النظافة الشخصية التي تم التبرع بها، حتى الآن حمولة 250 شاحنة، وما زالت الحملة مستمرة.
*بالاضافة للنقاط التي حددها الحراك من البداية، قامت بلدات عديدة بتجميع مواد غذائية ومواد تنظيف بشكل ذاتي ونقلها لنقاط الحراك، على سبيل المثال لا الحصر، من مجد الكروم بالأمس خرجت 18 شاحنة محملة، وبعد توجه من الأهالي الذين بدأوا بتجميع المواد، تم تحميل مواد من نقطتين بادر اليهما الأهالي في الطيبة وكفر قاسم، و أقام الحراك اليوم نقطتين اضافيتين، نقطة ثانية في حورة ونقطة في اكسال التي ستستمر حتى الغد.*
ويؤكد حراك "نقف معًا" مع استمرار الحملة، أن "هذه الحملة المؤثرة تتجاوز دورها الانساني، فهي رسالة تأكيد على أن المجتمع العربي لا يترك أبناء شعبه في غزة وكان ينتظر فرصة كهذه لتقديم ما يمكن تقديمه، وهي رسالة تأكيد على ضرورة انهاء هذه الحرب الوحشية، وأن انهاء الاحتلال والسلام العادل هو الحل الممكن والحقيقي والواقعي والبديل للعنصريين في سدة الحكم، والعمل المشترك بين ناشطين فلسطينيين وناشطين يهود في هذه الحملة وفي الحرس الانساني الذي منع اعتداءات المستوطنين على قوافل المساعدات قبل شهرين وفي كل النشاطات، يؤكد هذا الأمر".
كما ويؤكد الحراك أن "الحملة مستمرة وأن التواصل الرسمي قائم مع المنظمة التي ستشرف على ادخال المساعدات، وسبب عدم الافصاح عن اسمها وتفاصيلها حتى الآن هو التخوف من حملات قد يشنها اليمين المتطرف ضد المنظمة ويعرقل عملها، وفي وقت قريب سيتم الاعلان رسميًا عن كافة التفاصيل، وحاليًا المساعدات ما زالت في المخازن وسنبلغكم عند بدء اخراجها ونقلها، كون العملية اللوجستية تحتاج الى بعض الوقت، كما وسنبلغكم بكل التطورات، وطاقم الحراك جاهز لأي استفسار دائمًا".