بقلم: الشيخ صفوت فريج- رئيس الحركة الإسلامية

كان سعيد الخرومي، منذ بداياته السياسية، مثالاً على الالتزام والشجاعة في مواجهة التحدّيات التي تواجه أهلنا في النقب على وجه الخصوص من هدم للبيوت ومحاولة السلطات المتكررة ترحيل الأهالي من أراضيهم، ولم يتردّد في الوقوف إلى جانب أبناء مجتمعه العربي على وجه العموم. 
وترك بصماته العميقة على الساحة السياسية من خلال أدواره ومهامه المختلفة التي تقلّدها. 

أسهم الأستاذ سعيد الخرومي -رحمه الله- في تعزيز الوعي بقضايا التربية والتعليم، الصحة، والبنية التحتية في المجتمع العربي. لقد عمل على دعم المشاريع التنموية التي كان لها تأثير إيجابي على تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية. كما ساهم في بناء جسور الحوار بين مختلف الفئات، محاولاً تحقيق توازن بين المصالح المختلفة وتعزيز الفهم من خلال بناء شراكات.

لقد واجه المرحوم النائب سعيد الخرومي العديد من التحديات والصعوبات خلال مسيرته، ولكنه ظلّ ثابتًا في مواقفه ومبادئه. كان مثالاً على القيادة المستنيرة، التي تتمتّع بقدرة على التأثير الإيجابي والتغيير الفعّال.

في تاريخ 25/8/2021 ترجّل فارس النقب لينتقل إلى جوار ربه الكريم، تاركًا لنا الذكرى العطرة والإرث العظيم الذي قدّم فيه الكثير لقضايا مجتمعه وأمته. يعكس سعيه المستمر الجهود المبذولة للحفاظ على إرثه وتعزيز القيم التي ناضل من أجلها. إذ نستذكر إنجازاته ونسعى للاستمرار في تحقيق الرؤى التي آمن بها، والالتزام بالعمل الجاد في كل عمل نبيل سعى لتحقيقه.

ذكراه تظلّ مصدر إلهام للأجيال القادمة، تذكّرنا بأهمية الإخلاص والتفاني في العمل من أجل تحسين حياة الآخرين والعمل من أجل تحقيق العدالة والمساواة.

يبقى سعيد الخرومي رمزًا للأمل والتغيير، وسيبقى حيًا في قلوب وعقول العديد من الأشخاص الذين تأثّروا بعمله ونضاله. في ذكرى وفاته، نتذكّر عطاءه وتفانيه، ونتعهّد بالاستمرار في العمل على تحقيق الأهداف التي كان يسعى إليها، مستلهمين من رؤيته ومثابرته.

اللهم اغفر للفقيد سعيد الخرومي وارحمه، وعافِه واعفُ عنه، وأدخله فسيح جناتك، واجعل قبره روضة من رياض الجنة، وعوّض مجتمعنا خير عوض.