الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 19 / سبتمبر 01:02

إذا أخطأت بحاق الغير , كن شجاعا واعتذر له

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 28/08/24 20:21

العفو عن الناس هو قمة التسامح , ومن امتلك شجاعة الاعتذار عند ارتكاب الخطأ للمعتدى عليه والتراجع عن الخطأ يعتبر ذلك من حسن الخلق , ومن اجتمعت في شخصه صفات العفو والتسامح وشجاعة الاعتذار وحسن الخلق يقترب من الانسان المثالي ومن الكمال بالرغم من أن الكمال لله وملائكته وأنبيائه , فالإنسان قد يخطئ ويصيب , وقد يقع في الخطأ عن قصد او عن جهالة , ويرتكب أحيانا الحماقات نتيجة تهوره واندفاعه ، ولكن عند وقوع الخطأ بحق الغير من الضروري أن يعتذر له ، وعلى الانسان الذي ارتكب خطأ أن يكون عنده الشجاعة لتقديم الاعتذار للمعتدى عليه والتراجع عن الخطأ , فالاعتذار يمحو ما سببه مِن ضرر ، وربما لا يصلح ويزيل كل الضرر الذي سببه الخَطأ بشكل كامل ، ولكنّه يخفف من الضرر ويترك وقعا ايجابيا على المعتدى عليه وشعورا طيبا ، ويجلب له الهدوء النفسي ، ويعيد له اعتباره ويحفظ كرامته

قال تعالى: {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [ سوة فصلت: 34]


ولكن للأسف هناك من الناس من يظن ان تقديم الاعتذار للمعتدى عليه يعتبر جبنا ، وأنّ الاعتذار ينتقص مِن قيمته ، ولكن ليعرف كل انسان مخطئ أن الانسان الشجاع هو من يعتذر اذا أخطأ ,لان الاعتذار مِن شيم الكرام , والإنسان الكريم الشهم الذي عنده عزة وكرامة لا يرضَى الإهانة لأحد ، ولكن هناك من يعاند ويرفض الاعتذار مما يعقد الامور ويكون لموقفه مضاعفات سلبية في المستقبل قد يؤدي الى وقوع جريمة في المستقبل خوفا من انتقام المعتدى عليه


يجب ان يكون الاعتذار نابعا من الأعماق وليس مجاملة ، وعلى الاهل تربية اولادهم على صفات العفو والتسامح والاعتذار وغرس هذه الصفات الجميله فِي نفوسهم وتعليمهم الاعتذار لمن اخطئوا بحقهم

الدكتور صالح نجيدات

مقالات متعلقة

.