مجتمعنا يواجه تحديات كثيرة وخطيرة هذه الايام بسبب انتشار العنف والقتل والانفلات والأوضاع الأمنية في منطقتنا, ولثقافة السلم الأهلي تأثيرا كبيرا على استقرار المجتمع وترابط نسيجه الاجتماعي وجودة العيش والحياة ، ان العنف والصراعات والنزاعات العائلية والفردية ليست قدرا محتوما علينا ، وهناك أهميَّة لنشر ثقافة السلم الأهلي والتآخي والاحترام المتبادل بين المواطنين في بلداتنا ، ويجب خلق آليات تفاهم وحوار بين العائلات المتناحرة على كرسي السلطة وغيرها من أمور , وحلها بالعقل والحكمة والتروي , وعلينا بذل كل الجهود لمحاربة التعصب العائلي والطائفي لأنها أساس البلاء والدافع لهذه الصراعات ، ومن المفروض أن يعيش أبناء البلد الواحد مع بعضهم البعض بمحبه وسلام وتسامح واحترام الجيرة بدل الخلافات والصراعات المدمرة لمستقبل اولادنا ,فهذه الصراعات والعنف تغرس في عقول أولادنا واطفالنا صباح مساء وتنتقل بالوراثة , فكيف نريد عالج العنف ونحن نزرعه للأسف بسلوكياتنا ومعاملاتنا اليومية مع بعضنا البعض ؟ فبدل الخسائر المادية التي تتسبب نتيجة هذه الشجارات وشراء السلاح غير المرخص بآلاف الشواقل التي نحارب بها بعضنا بعضا , بدل ذلك يجب علينا بناء المدارس والمكتبات والمؤسسات لتعليم أولادنا , وكذلك بناء البنية التحتية , وبناء اقتصاد مزدهر للتغلب على الفقر والبطالة , ، فالسلم الاهلي ُ والازدهار الاقتصادي هما أساس أمن المجتمع واستقراره ورقية ، ولكن الخلل يأتي أحيانا نتيجة الجهل والتعصب ،واهم شيء ان لا نورث أولادنا العصبية العائلية ورواسب امراضنا الاجتماعية ، فنحن لا نولد كارهون للناس بسبب دينهم ، أو جنسهم ، أو عرقهم ، او عائلتهم بل هذا أمر نتعلَمه في البيت والبيئة التي نعيش بها ، وأيّ أمر نتعلمه يمكننا أن نُخرجه من عقولنا بالتربية الصالحة .
علينا أن نعلم أولادنا في بيوتنا ومدارسنا نبذ العنف والعنصرية والطائفية والقبلية , نعلمهم القيم الانسانية والمحبة والتسامح والتعايش مع الغير المختلف عنا بسلام واحترام ، فالكراهيةُ تُعلَم ولا تولد معنا .
من العار ان تتراشق عائلات تسكن في بلد واحد بالرصاص الحي عند ابسط خلاف , ومن العار والجهل والكفر ان لا نحترم كلام الله ورسوله واحترام الجار والجيرة ,ومن العار ان يرفع ابن البلد السلاح في وجه ابن بلده , ومن العار ان يتلثم الجبان ويطلق النار على خصمه , ومن العار ان نعود الى الجاهلية الأولى ,ان هذا هو الكفر بحد ذاته .