تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب، بالأمس، قُبيل تقديم الولايات المتحدة مقترحًا محدثًا لصفقة التبادل ووقف إطلاق النار، مع غياب تام لأي تفاؤل بأن يؤدي المقترح لتقدم في المفاوضات.

وتجول متظاهرون في تل أبيب وهم يحملون 27 تابوتًا في إشارة رمزية إلى 27 أسيرًا قتلوا في قطاع غزة بعد أسرهم يوم السابع من أكتوبر، أغلبهم لقوا حتفهم نتيجة غارات إسرائيلية أو بنيران الجنود مباشرة.

ويُنتظر أن تقدم إدارة بايدن مقترحًا قالت إنه يهدف لسد الفجوات بين حماس وإسرائيل، معلنة أن الخلافات بشأن الاتفاق "يمكن حلها"، وأن "تركيزها ينصب على ذلك".

لكن، برغم هذا التفاؤل الذي يحاول البيت الأبيض بثه، إلا أنه يؤكد في ذات الوقت أنه لا توافق حتى الآن على مسألة تبادل الأسرى، أي عدد الأسرى وأسمائهم، "وهي مسألة أساسية" كما يصفها البيت الأبيض.

وقال البيت الأبيض، إن "أجزاء في محور فيلادلفيا لا تصنف ضمن المناطق المكتظة بالسكان التي يقترح الانسحاب منها"، في إشارة إلى أن المقترح المنتظر لن يطلب من إسرائيل الانسحاب من محور فيلادلفيا بالكامل، بل تقليص تواجده فيه.

وأكد رئيس وفد حماس في المفاوضات، خليل الحية، أن الحركة لن تقبل أي اتفاق لا يشمل الانسحاب الكامل من قطاع غزة، بما في ذلك محور فيلادلفيا ومعبر رفح، ما يعني أن المقترح المنتظر من الولايات المتحدة لن يتمكن من إنهاء النقطة الخلافية الأبرز بين حماس وإسرائيل، خاصة بعدما واصل نتنياهو مرتين في غضون أيام إعلانه أنه لن يقبل بمغادرة محور فيلادلفيا.

وإضافة لنتنياهو، صرحت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك، أن "على إسرائيل ألا تنسحب من محور فيلادلفيا لأنها ستندم على ذلك لأجيال قادمة".

وقالت ستروك، إن "حياة المخطوفين مهمة، لكنها ليست أهم من أمن إسرائيل".

ووصف مسؤولون إسرائيليون، في تصريحات نقلتها هيئة البث الإسرائيلية، ما يجري بأنه "إحياء للمحادثات بالإنعاش الصناعي"، مؤكدين، أن إسرائيل وحماس متمسكتان بمواقفهما.

ووسط هذه التصريحات، يؤكد مسؤولون إسرائيليون للقناة الـ12 أنه "لا تفاؤل بإمكانية تحقيق انفراجة" بعد تقديم الولايات المتحدة لمقترح سد الفجوات.

وفي السياق، نقلت القناة الـ13 عن مصادر خاصة، أن نتنياهو عقد مشاورات ليلة الجمعة للرد على مقتل الأسرى الستة، واستبعد المجلس الوزاري المصغر "الكابينيت" من هذه المشاورات. وسبق أن توعد نتنياهو بالرد على قتل الأسرى الستة، الذين عُثر على جثثهم في رفح مؤخرًا، وتقول إسرائيل إن حماس هي من أعدمتهم قبل وصول الجيش لهم.

وقال مسؤولون أمنيون للقناة، إن "الانتقام لمقتل الأسرى ليس صائبًا الآن، وعلى نتنياهو العمل لإبرام صفقة".

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" فإن المشاورات التي يجريها نتنياهو هذه الليلة تتناول مسألة "اليوم التالي للحرب".

وتؤكد "يديعوت"، أن واشنطن غاضبة من نتنياهو بسبب إصراره على البقاء في محور صلاح فيلادلفيا، "ومحبطة من سلوك حماس" بحسب وصف الصحيفة، التي تضيف أن إدارة بايدن لا تنوي الضغط أو اتخاذ أي إجراءات ضد نتنياهو، خوفًا من تأثير ذلك على الانتخابات الأميركية المرتقبة في بداية شهر تشرين ثاني/نوفمبر القادم.