إلى متى كل يوم قتيل او اكثر، الى متى يبقى العنف الدامي في رهط وباقة الغربة وغيرها من بلداتنا , لماذا لا يحترم السلم الأهلي في مجتمعنا؟ لماذا هذا التوتر والاحتقان في معظم قرانا العربية؟ الى متى تبقى العائلية تشتت شملنا وتفرقنا. لماذا لا يتمتع مجتمعنا بالسلام والاستقرار والأمن الذي هو مطلب الجميع؟
الاخوة الأعزاء السلم الأهلي والسلام نعمه من نعم الله على الإنسان ويجب المحافظة عليه، وعلى كل واحد منا ان يعرف أهمية السلام في حياة البشر الذي جعل الله السلام من أسمائه الحسنى , لان السلام يعني الاستقرار والاطمئنان وهداة البال والهدوء وإن الأمن الاجتماعي هو أساس الأمن العام للمجتمع. والأمن الاجتماعي يكون بتعزيز طبيعة العلاقات الاجتماعية التي تربط أفراد المجتمع الواحد , ويعتبر الأمن والسلام والاستقرار اكبر نعمة للإنسان فحافظوا على هذه النعمة , وانظروا ماذا يجري من حولنا فيمن حروب وعدم استقرار , فهم يتمنون كل لحظه بها أمن وأمان واستقرار .
المجتمع الذي يسوده الأمن والأمان يدل على وعي وتماسك هذا المجتمع . هذا المجتمع يكون مزدهرا ايضا اقتصاديا وناجحا تعليميا . ولأهمية السلام, النبي محمد صلى الله عليه وسلم أوصى المؤمنين بإفشاء السلام أي نشر السلام بين الناس ونشر المحبة, أي تقول لمن تعرفه ومن لا تعرفه: "السلام عليكم " وربط إفشاء السلام بالإيمان ودخول الجنة.
سيدنا المسيح عليه السلام قال : طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون ( انجيل متى 5 عدد 8 ) ومن أبلغ ما قيل في السلام ما كانت تمجد به الملائكة بعد ولادة يسوع عليه السلام اذ قالوا : " المجد لله في الاعالي , وعلى الارض السلام وبالناس المسرة (" لوقا ) . فالله ورسله وملائكته بينوا للبشرية أهمية السلام بين البشر , لذا حري بنا أن نقدس السلام ونشره بيننا لأنه روح الحياة وقلبها النابض وبدونه تنقلب الحياة الى جحيم ولذا المحافظة عليه ونشره هو مصلحة كل واحد منا.
وحتى يسود ذلك الأمن والسلام في مجتمعنا العربي في البلاد لا بد أن تتخذ العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع شكلها الطبيعي ، ومنها الإخلاص ـ التسامح ـ التعاون ـ الوفاء ـ المحبة والاحترام وعدم الاقصاء وغيرها الكثير من الأخلاقيات الاجتماعية التي تضمن للمجتمع أمنه ألسلمي , ولكن عندما تتحول الأخلاقيات الاجتماعية الإسلامية –الدرزيه -- المسيحية الجميلة من الإيجاب إلى السلب نجد هناك ما يهدد أمن المجتمع وهو تفشي التعصب الطائفي بأشكاله المختلفة نتيجة لمتغيرات عصرية طرأت على المجتمع.
وهذا التعصب يؤثر على الاطفال الصغار الذين يراقبون تصرفاتنا ويلتمسون نصائحنا وتوجيهاتنا لهم ، ولذا هنالك من يفكرون بفصل الاطفال أو التلاميذ في المدارس عن بعضهم البعض على اساس طائفي , أي كل طائفة لها مدارسها بمعزل عن الطوائف الاخرى ,وان حصل مثل هذا التقسيم يعتبر من الآفات الاجتماعية المهددة للأمن الاجتماعي وتلويث افكار أطفالنا ، لأننا نزرع في نفوسهم الطائفيه والكراهية والبغضاء وبذلك نورث لهم العصبيه والعنصرية , ورسولنا الكريم قال: "من مات منا على عصبيه فهو ليس منا والعصبية نتنه فاتركوها " فمجتمعنا العربي في البلاد مكون من طوائف , ويجب أن لا نسمح ان أي خلاف بيننا يجعلنا ان نعيش في قيتوات وحارات منفصلة ومغلقه عن بعضها البعض، هذا يعتبر سابقه خطيرة جدا ويكرس الطائفيه والانقسام ودعوى للخلافات الطائفيه المستمرة , فلا يعقل ان المجتمع الذي يعيش في بلد واحد الذي يفترض ان يعيش بانسجام وتوافق ان ينقسم على ذاته ويصبح مجتمعا مشرذما ومقسما وتسود علاقاته الكراهية والبغضاء , وعلينا ان نعي خطورة مثل هذا التصرف.
ومن الأسباب المهددة للسلم الاجتماعي تقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، تفشي الكذب والغيبة والنميمة والبغضاء والحسد والعدوانية في المشاعر والسلوك لأنها الأمراض العصرية المتفشية بشدة في المجتمع، وهذا ما أثر بدوره على إلغاء الثقة بين أفراد المجتمع واضطراب النفوس من توتر وقلق وخوف وغيرها من الأمراض النفسية المؤلمة ،فارتباك العلاقات الاجتماعية وما يعتريها من أخلاقيات اجتماعية سلبية قد تهدد أمننا الاجتماعي كأفراد.
يجب على العقلاء من ابناء مجتمعنا منع كل المسببات التي تهدد الأمن والسلم الأهلي حتى ينعم الجميع بالسلام والاطمئنان والمحبة. كفى انقسامات وخلافات , مجتمعنا سئم ومل وزهق العنف والمشاكل , اهتموا بتعليم وتربية اولادكم . الافضل صرف أموالنا بشراء حواسيب وكتب لأولادنا وتطوير بلدنا وليس دفعها كتعويض لأضرار ونتائج المشاجرات بيننا , وفقكم الله .