العمل التطوعي في مجتمعاتنا لا يلقى إقبالا وانتشارا , واعتقد ان سببه يكمن في تربيتنا الانانية لأولادنا وعدم تعليمهم الانتماء والتضحية من أجل المجتمع والغير , فالتطوع عمل إنساني ليس له مقابل ربح مادي ،وهو الجهد الذي يقدمه الفرد لمجتمعه بدافع حب المساعده منه ليساهم بتطويره .
نظرة الكثير من مجتمعنا للعمل التطوعي نظرة سلبية , ولكن قيمنا وعاداتنا تشجع العمل التطوعي , فالشهامة والنخوة والمروءة هي كلمات مرادفة للعمل التطوعي التي هي من الصفات الجميلة التي يمتلكها الفرد فالشهامة والنخوة والمروءة تعني في جوهرها تقديم المساعدة للغير والتي تعني التطوع .
بالذات في هذا الوقت الذي تشح وتتقلص الميزانيات للسلطات المحلية من قبل الحكومة , يجب على السلطات ان تبادر بالعمل التطوعي بالاشتراك مع المدارس وكذلك مع المواطنين في محالات شتى ، فكل من يقدم عملا أو خدمة بدون مقابل , يعتبر عمل تطوعي ، فعلى سبيل المثال ، كتابة المقالات يوميا التي تعالج قضايا اجتماعية بهدف الإصلاح والتوعية والمنفعة ، بدون مقابل تعتبر عمل تطوعي , تقديم دروس مساعدة للطلاب الضعفاء بدون مقابل هي عمل تطوعي , مساعدة عجوز في قطع الشارع , أو شراء حاجيات لها وتوصيلها لبيتها يعتبر عمل تطوعي , تنظيف الشارع أو المدرسة او المقبرة أو مؤسسة عامه يعتبر عمل تطوعي , القاء محاضرات تخص المجتمع بدون مقابل تعتبر عمل تطوعي , إصلاح ذات البين وإصلاح بين الناس يعتبر عمل تطوعي راقي جدا , وهناك الكثير من الخدمات التي تقدم للمجتمع بدون مقابل والتي تعتبر عمل تطوعي .
لا بد من تعليم أولادنا على أهمية العمل التطوعي لأن به شرف عظيم وخدمة كبيرة نقدمها للمجتمع , والعمل التطوعي هو ثقافة وحضارة حثتنا عليها قيمنا وعاداتنا الاصيلة .
اوجب الله تعالى علينا التعاون على البر والتقوى بين الناس وهذا التعاون يعود على المجتمع بالخير والمنفعة بقوله تعالى : "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان " .
الدكتور صالح نجيدات