الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 18 / أكتوبر 05:01

المدرسة ليست مجرد مكان يتعلم فيه الطلاب

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 10/10/24 21:03

علينا أن نعي وندرك كأفراد ومجتمع أن الثروة التي يمتلكها أي مجتمع هي بناء مستقبل ابنائه وتماسك المجتمع ووحدته الوطنية ، وهذا هو السور و الحصن الواقي الذي نجح الرعيل الأول, اجدادنا وابائنا , في بنائه منذ عقود لحماية مجتمعنا من كل التحديات , وعلينا العمل جاهدين منع نقل امراضنا الاجتماعية ورواسب الماضي البالية السلبية من تعصب طائفي وعائلي من جيل الى جيل لانها تعتبر هذه السلبيات من مسببات تشتت وانقسام مجتمعنا , وهذا الشيء مرتبط بمستوى وعينا وفهمنا وقوة انتمائنا الى مجتمعنا وتفهم ما يدور حولنا من مخططات تشكل خطرا على مصير أجيالنا


يجب علينا أن نواجه كل التحديات من اجل بناء مجتمع متنور يحظى بمكانة لائقة بين شعوب العالم ويتمشى مع متطلبات العصر ومستجدات التطور العلمي ، ويجب على الجميع أن يدركوا أن أكبر مقومات المجتمع هو قوة متانة نسيجه الاجتماعي المتحد والمتآلف   الذي يحترم كل واحد الآخر ، والقائم على تضافر الجهود والتعاون والمساواة ، ولا فضل لأحد على الآخر ، إلا بالمواطنة الصالحة والإخلاص في خدمة المجتمع


وحتى نحقق هذا الهدف علينا أن نربي أولادنا على التعددية ونبذ الطائفية والعائلية حيث نرسخ هذه القيم في عقولهم وقلوبهم ويجب التفاني في خلق مجتمع متكافل متسامح يسأل الفرد: ماذا قدّمت لخدمة مجتمعك ؟ وليس ما طائفتك أو عائلتك ؟


وعلى المعلمين في مدارسنا تقع مسؤولية التعليم والتربية والتثقيف والتوعية من اجل تحقيق هذا الهدف , ويجب أن لا نقحم أولادنا وطلابنا في صراعاتنا العائلية المختلفة , وإذا كان العبث في نسيجنا الاجتماعي وإشعال نار الفتنة بين شرائح المجتمع الواحد يجب أن نواجهها بكل ما أُوتينا من قوة , وعلى المدرسة كمؤسسةً تعليمية تربوية عليها توحيد الأجيال المقبلة بتقليص الفجوات والفوارق وبناء نسيج اجتماعي يعزز تماسك المجتمع ، وتخريج مواطنين صالحين لمجتمعهم و مستعدين لبذل الغالي والنفيس لرفعته ، فالمدرسة ليست مجرد مكان يتعلم فيه الطلاب الكتابة والحساب والعلوم , بل هذه هي أسهل مهمة تناط بالمدرسة ، إذ مهمتها الأكثر صعوبة هي بناء وصياغة شخصيات طلابهم وتهذيب نفوسهم وإصلاح اعوجاج تصرفاتهم وتدفق مزيدا من دماء الوعي والعقلانية في عروقهم , وتخريج قادة للمستقبل متبرئين من أمراض التعصب والفتن وآفات التخريب ! ويجب أن نبعد كل المسببات التي من شأنها أن تجعل المدرسة تسير في المسلك المدمر ، ويجب أن نبعد كل الدوافع والمسببات والمشاكل والخلافات وحلها قبل أن يستفحل تأثيرها في مجتمعنا ومدارسنا ، ويجب منع أي خلاف أي كان مصدره أن يبث سمومه في عقول أولادنا لنتحول على أيديهم من مجتمع محصّن ضد الفتنة الطائفية والتعصب العائلي , إلى مجتمع صانع لها !! وهذا الشيء يتعلق بوعي قيادات المجتمع


الدكتور صالح نجيدات
 

مقالات متعلقة

.