العقل والعلم معول بناء الشعوب , وغايتها والتفاخر به ، والانتقال بالحياة الى الأفضل ، ويجب الحث على استعمال العقول وقطف ثمار إنتاجها , والمجتمعات لا تتقدم ولا تتطور إلا بالعقل النير والعلم .
العقول زينتها الأفكار والآراء ، وزينة الأفكار حسن السلوك والخلق ، وزينة السلوك العمل الطيب ، وزينة العمل الطيب مناهج الخير ، إن الحياة الناجحة والسلوك المستقيم والعمل الأمثل والمنهاج الأسلم هي التي تقوم على استخدام العقل والفهم والاحترام ومحبة وصدق وولاء وانتماء واطمئنان واستقرار وديمقراطية .
في بناء المجتمعات والأوطان الأمنيات وحدها لا تكفي ، وإن كانت بداية الأمل والتفاؤل ، إلا إذا تبعها حسن التفكير والتدبير ، والبعد عن الأنانية والمصالح الخاصة باستخدام العقول زينة ما خلق الله ، فلو سُئل الجميع لَتَمَنوا النمو والتطور ودوام النعم ، والإحسان في التعامل والإخلاص في العمل والوفاء للمبادئ ، والأمن و الاستقرار ووحدة الصف ، فهل يا ترى هذه الأماني صعبة على العقول أن تحيلها وتترجمها إلى واقع حقيقي ملموس ،ونقول : " عقولٌ تبني أمما وعقولٌ تهدمها , والعقول الهدامة كما نرى اليوم في الحروب الاهلية في الدول العربية , فإن هم بقوا على الأمنيات كانوا كالشموع التي نهايتها دموع .
ثم إن بناء المجتمعات الأوطان على أيدي أبنائه بقوة عقولهم النيره وتوالد أفكارهم ، ليس حكرا ولا حصرا على الرجال دون الإناث ، فإن كان كذلك فهو كمن سار على قدم واحدة وعطل الأخرى ، فسيره بطيء ، ومداه قصير ، وأهدافه قريبة ، وإنجازه هزيل ورؤاه محدودة ، بل إن الركيزة المساوية أو ربما تزيد هي المرأة ، فلا تضيعوا دورها في البناء ،لأنها بانيه الاجيال وهي الحاضنة والمربية الاولى وهي صانعة الرجال , فيجب إعطائها الأمن والأمان و المكانة المحترمه التي تليق بها وبدورها الهام ولا تقدم وتطور المجتمعات بدون تحررها من قيود العادات الجاهلية , لأنها ليست فقط نصف المجتمع بل هي كله , إذ لا زالت النظرة السائدة والثقافة العامة هي ، أن المرأة داخل البيت والرجل خارجه .
القدرات العقلية هبة من الله ، وهبها لكل خلقه دون تمييز ، ولم يحصر قدرتها في الرجال حتى يكونوا هم وحدهم بناة الوطن والمجتمع ، فالعقول المبدعة تبني ، سواء كانت بالذكور أو الإناث ، و العقول القاصرة والمتخلفة تهدم ونادرا ما تكون من النساء ، فنقول : بالعقول تبنى الأمم وبالعقول تهدم .
الدكتور صالح نجيدات