لا نستطيع علاج المنحرفين والمجرمين والسجناء بكتابة المقالات ولا بمقابلات في الراديو او التلفاز ولا والمؤتمرات والمظاهرات، لان هؤلاء لا يسمعون ما نقول ولا يقرأون ما نكتب، فهناك آلاف الكتب التي تتحدث نظريا عن علاج العنف والجريمة، ولكن تبقى هذه النظريات على ورق حتى نقوم بالعلاج المباشر وجها لوجه مع المنحرف او المجرم نفسه
ولذا اذا اردنا علاج المجرم علينا الوصول اليه مباشرة والتكلم معه وجها لوجه وعلاجه
فعلى سبيل المثال يجب علاج موضوع خريجي السجون وتأهيلهم، فهذه الشريحة لا تلقى العناية والاهتمام والعلاج اللازم من قبل المجتمع والسلطة المحلية والرسمية، وهي مهملة ولا يمد لها يد العون والعمل على تأهيلهم وإرجاعهم الى حضن المجتمع، فتبقى هذه الشريحة في مستنقع الجريمة وناقمة على المجتمع، ومن هذه الشريحة يخرج تجار المخدرات وتجار الاسلحة غير المرخصة والقتلة، واقترح التنسيق مع دائرة السجون بإدخال رجال دين الى السجناء العرب في السجون وتأهيلهم وإصلاحهم قبل نهاية محكوميتهم وهم في السجن، كما يسمحون بدخول رجال دين يهود الى السجناء اليهود لإصلاح مجرميهم بما يسمى "חזרה בתשובה" وذلك لتقوية النازع الديني بهم وتعليمهم القيم والمعايير الاجتماعية التي لم يكتسبوها في تربيتهم ويجب تأهيلهم وتعليمهم داخل السجون قبل رجوعهم الى المجتمع، وهذا من شأنه تقليص دائرة العنف في داخل المجتمع
وطريقة إصلاح المجرمين على يد رجال الدين منتشرة جدا في امريكا والمانيا لأنهم وجدوا ان تأثير رجل الدين على المنحرف أقوى بكثير من تأثير العامل الاجتماعي والاخصائي النفسي
ويترتب على وجود السجين بالسجن نشوء الكثير من الأمراض النفسية والجسدية لهم نتيجة لمحدودية الحركة وضمور الطاقة الفكرية والجسدية وفقدان الكثير منهم للموارد المادية التي كانت تدر عليهم وعلى أفراد أسرتهم بالإضافة إلى مشكلة أخرى قد تترتب على أسرتهم انحراف بعض الأبناء والزوجات، لذا ارجو من ادارة السجون أن تقدم برامج تجعل من السجن فرصة لتنمية مهارات السجين في المجالات المختلفة حتى يستطيع السجين أن يكتسب مهارة قد تعينه بعد انتهاء مدة سجنه، بالإضافة إلى كسبه لبعض المال مقابل جهده في تلك المهنة التي عمل بها بالسجن بالإضافة إلى سد حاجة أفراد أسرتهم خارج السجن من تلك الأموال المكتسبة