صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليومية ذات التوجه اليساري، تعتبر صحيفة النخبة وأكبر صحيفة في إسرائيل. ومن يقرأ مقالات بعض الكتاب فيها، يتمنى وجود كاتب في دول عربية يكتب الى جانب الفلسطينيين وقضيتهم ويدافع عنهم مثل هذا البعض. حتى أن ناشر الصحيفة عاموس شوكين هو من بين هذا البعض الذي يرى "أن إسرائيل تطبّق نظام فصل عنصري “أبارتهايد” في الأراضي الفلسطينية المحتلة،"
عاموس شوكين قال في كلمة له في مؤتمر أقيم في العاصمة لندن، إن "الفلسطينيين الذين تعتبرهم إسرائيل مخربين وإرهابيين هم مقاتلون من أجل الحرية، ووصف ما يحدث في غزة بـ "النكبة الثانية" ودعا إلى فرض عقوبات دولية على الحكومة الإسرائيلية وتحديدا على الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. حسب قوله. تصورا لو أني (أو محللاً غيري من المجتمع العربي) كتب مثل هذا الكلام فماذا سيكون المصير يا ترى في ظل قانون الطوارئ؟
هذا الكلام أثار ردود فعل غاضبة وعقوبات إسرائيلية على الصحيفة. فقد سارع وزير الاتصالات لوقف كل الاتصالات مع “هآرتس” بما في ذلك الإعلانات. حتى أن مدير عام وزارة الداخلية الإسرائيلية عمم مذكرة على المؤسسّات الحكومية قال فيها إنه “لا نستطيع ولا ننوي السكوت على هذا المساس بالجنود الإسرائيليين وبمساعي الدولة للدفاع عن مواطنيها”.
وكان ناشر صحيفة هآرتس عاموس شوكين، قد نشر مقالا في الثالث والعشرين من شهر يناير/ كانون الثاني هذا العام قال فيه: "إن استمرار نتنياهو في منصبه، يعرض إسرائيل للخطر، ويجب عليه وقف الحرب ودفع الثمن الباهظ بإطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين وإنهاء القتال من أجل إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين إلى ديارهم" وفق وصفه." وأضاف أن نتنياهو "لأسبابه الشخصية، يريد حربا طويلة الأمد، ويجب على شركائه ألا يستسلموا له".
ليست المرة الأولى التي تنشر فيها صحيفة هآرتس مثل هذا المقال. فقد نشرت في الثالث عشر من شهر أبريل/نيسان عام 2017 مقالا مماثلا لأقوال ناشر الصحيفة، كتبه يوسي كلاين، الذي قال فيه ان “المتدينين القوميين خطرون، أكثر خطرا من حزب الله، وأكثر من السائقين في هجمات الدهس أو الطفلات مع المقصات." وتساءل كلاين في مقاله “ما الذي يريدونه؟ مجيباً "الاستيلاء على البلاد وتخريبها بشكل مراوغ، في الوقت الذي يشن فيه حملة تطهير عرقي”." بمعنى تطهيرها من العرب.
هذا المقال أتار وقتها زوبعة كبيرة في الأوساط السياسية والاجتماعية في المجتمع اليهودي، الأمر الذي دفع بالرئيس الإسرائيلي وقتها رؤوفن ريفلين الى وصفه في تغريدة له: "تشويه سمعة ويكشف كراهية كبيرة ويقوض أي قدرة على الحوار والانتقاد”.
وأخيراً... ليتعلم النظام "العربي" الرسمي من مواقف "اليهودي"عاموس شوكين، كيفية وضع النقاط على الحروف في موضوع الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.