أتوجه الى كل فرد في مجتمعنا والى الأهالي والطلاب كافة واطلب من الجميع احترام المعلم ورفع مكانته، لأن هدر كرامة المعلم والاعتداء عليه والمس بمهنته تدمير للعملية التعليمية ولن يقبل على هذه المهنة الكثير من أبنائنا مستقبلا اذا كانت مكانة المعلم مهددة بالقتل ومعرضة للاهانة، لأن هذا يمس بجهاز التعليم ويسبب ضررًا كبيرًا لأجيالنا.
الاعتداء على المعلم وإذلاله والمس بكرامته ومكانته والاعتداء عليه يعد اجحافًا كبيرًا في حقه ويعتبر من الأخطاء الكبيرة والمدمرة، ويجب علينا جميعا احترامه تقديرا لما يقوم به من جهود كبيرة من اجل تعليم أولادنا، لأن المعلمون والمعلمات هم بناة العقول وموجهو الأجيال وهم مهندسو شخصيات أولادنا ومربيهم ، ونجاح أي أمة مرتبط بكفاءة وقوة نظامها التعليمي، وقوة النظام التعليمي مرهونة بوجود المعلم صاحب القدرات المؤهل القادر على صناعة المناهج الملائمة لطلابه وتهيئة الأجواء المدرسية وجعلها صرح تعليمي بامتياز , وإدارة وتنفيذ العملية التعليمية بجداره ، ونجاح المعلم يتوقف على تمكنه من مهنته وتقدير المجتمع لجهوده.
ولذا احترام المعلم ورفع مكانته وحمايته مسؤولية الجميع وبالذات أهالي الطلاب الذين يتوجب عليهم غرس احترام المعلم منذ الصغر في نفوس أولادهم , لنعيد للمعلم مكانته وهيبته , وكذلك يجب ان تشارك مؤسسات المجتمع جميعها ووسائل الإعلام , وكذلك رجال الدين في المساجد والكنائس والخلوات في تشكيل الرأي العام الداعم لاحترام وتقدير المعلم ليتحول ذلك الرأي إلى ثقافة اجتماعية تنظر للمعلم نظرة احترام وتقدير , ويبقى دور المعلم ذاته مهما جدا في حماية مكانته المهنية من خلال أداء واجباته بكل أمانة وإخلاص وتطوير نفسه والتفاعل مع متطلبات العملية التعليمية والتربوية الحديثة.
التهكم والمس بمكانة المعلم وخاصة امام أولادنا يشكل خطرا وتهديدا على مكانته وعلى كل العملية التعليمية , ولذا علينا جميعا تعزيز مكانة المعلم واحترامه وتقدير جهوده , وعلينا ان نعلم ان الدول والشعوب التي تقدمت وازدهرت ووصلت القمة كان هذا بفضل المعلم ودعمهم لمكانته ومنحه اعلى الرواتب, فأين نحن العرب من هذا ؟
كاتب المقال- الدكتور صالح نجيدات-، مدير جمعية الطور للدفاع عن حقوق وسلامة الأولاد