- خطر إضافي يتربص لأبنائنا- بطيرم تعتبر انشغال الأولاد بالهواتف اثناء السير في الطرقات ظاهرة آخذة بالازدياد تتضمن خطرا حقيقيا على حياتهم
- وفيات الأولاد العرب كونهم عابري سبيل بسبب الإصابة من قبل المركبات العابرة في السنوات الأخيرة وصلت الى 60% من مجمل عدد الوفيات العامة في البلاد وهي نسبة اعلى بمرة ونصف من وفيات الأطفال اليهود
- أورلي سيلفنجر المديرة العامة لـبطيرم: "علينا كأهل مسؤولية كبيرة لإرشاد أبنائنا للتعامل مع المخاطر التي قد تواجههم اثناء السير في الطرقات والحفاظ على تواصل بصري مع السائقين وعدم الانشغال بالهواتف الذكية"
تعتبر الشوارع والطرقات في البلدات العربية على وجه التحديد، مكانا مركزيا وبارزا تحدث فيه إصابات الأولاد خاصة إذا كان الحديث عن حالات الدهس كونهم عابري سبيل. وتعود أسباب حالات الدهس المرتفعة للأولاد في الشوارع والطرقات في البلدات العربية، لعدة أسباب أهمها النواقص والعيوب في البنى التحتية الملائمة لضمان امان عابري السبيل، عدم الانصياع لإرشادات السلامة والأمان سواء من قبل سائقي المركبات من جهة، ومن قبل عابري السبيل من جهة أخرى وامور عديدة أخرى.
ولعل الامر الأكثر أهمية والذي أصبح يشغل بال العديد من المختصين في موضوع امان الأولاد على الطرقات والشوارع هي الأمور العديدة التي قد تشتت انتباه الأولاد اثناء استعمالهم الطرقات كمشاة وعابري سبيل والتي من شأنها ان تعرضهم لخطر حقيقي خاصة إذا كان الحديث عن الانشغال بالهواتف الذكية.
ومع انه لا يوجد حتى الآن مسح حقيقي لمعطيات الإصابة للأولاد والأطفال كعابري سبيل بسبب الانشغال بالهواتف الذكية وبأمور أخرى، وعدم تركيز جل انتباههم للطريق والمركبات القريبة منهم، الا ان الهواتف الذكية باتت الامر الأكثر خطورة على الأولاد حتى في الطرقات والشوارع واثناء عبور ممرات المشاة بسبب الانشغال بها وعدم تخصص الانتباه اللازم من قبلهم للمخاطر التي قد تحدق بهم من قبل المركبات المسافرة في الشوارع والطرقات.
وكانت مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد قد أكدت في المعطيات التي جمعتها منذ العام 2019 حتى شهر اب أغسطس الماضي من هذا العام ان الحديث يدور عن أكثر من 500 إصابة متعددة لأولاد على ممرات المشاة فقط.
وتشير المعطيات بشكل واضح ان فئة الفتيان من جيل 10 سنوات حتى14 عام هي الفئة الأكثر تعرضا لخطر الإصابة على ممرات المشاة بعدد حالات إصابة عالي جدا وصل الى 162 أي ما نسبته 36% من مجمل حالات الاصابة كعابري سبيل ما بين السنوات (2020 – أغسطس 2024). بعدها تحتل فئة الأطفال ما بين جيل 5 سنوات حتى 9 سنوات المرتبة الثانية من حيث اعداد الإصابة بعدد حالات وصل الى أكثر من 180 إصابة (34%)، ثم فئة الأولاد ما بين جيل 15 عام حتى 17 بعدد إصابات وصل الى 100 تقريبا بما نسبته 18%.
وتعتبر معطيات مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد ذات مصداقية كبيرة فيما يتعلق بإصابات الأولاد غير المتعمدة بما في ذلك على الطرقات والشوارع، حيث اكدت هذه المعطيات انه منذ العام 2019 حتى شهر اب أغسطس الماضي من هذا العام يدور الحديث عن أكثر من 3 آلاف و300 إصابة متعددة لأولاد كعابري سبيل على الطرقات والشوارع من الشمال وحتى الجنوب.
من ناحية أخرى أوضحت المعطيات ان فئة الأطفال من جيل 5 سنوات حتى 9 سنوات هي الفئة الأكثر تعرضا لخطر الإصابة كعابري سبيل من قبل المركبات في الشوارع والطرقات عامة مع عدد حالات عالي جدا وصل الى أكثر من 1200 حالة إصابة ما بين السنوات أي ما نسبته 36% من مجمل حالات الاصابة (2019 – أغسطس 2024). بعدها تحتل فئة الأولاد والفتيان ما بين جيل 10 سنوات حتى 14 عام المرتبة الثانية من حيث اعداد الإصابة بعدد حالات وصل الى أكثر من 930 إصابة (28%).
وتطرقت معطيات "بطيرم" الى حصة المصابين العرب كونهم عابري سبيل حيث شهدت البلدات العربية لوحدها ما بين السنوات المذكورة إصابة 700 من الأولاد والأطفال العرب حتى جيل 17 عام كونهم عابري سبيل دون التطرق الى الإصابات التي وقعت في البلدات المختلطة، مما يشير بوضوح الى ان نسبة المصابين العرب تتعدى بكثير الـ 36% من مجمل حالات الإصابة على مستوى البلاد خلال السنوات المذكورة.
وأظهرت المعطيات أيضا ان أيام الاثنين تعتبر أياما خطرة على حياة الأولاد والأطفال كونهم عابري سبيل وذلك بسبب عدد حالات الإصابة المرتفع خلال أيام الاثنين على مدار السنوات (2019 – أغسطس 2024) اذ وصل عددها الى حوالي 600 حالة إصابة من قبل مركبات عابرة، ثم أيام الخميس بعدد إصابات بلغ 593، أيام الثلاثاء بعدد إصابات وصل الى 570، أيام الأربعاء 516 ثم أيام الآحاد مع 480 حالة إصابة.
وعن الساعات التي تعتبر ذات خطر اعلى لإصابات الأولاد والأطفال كعابري سبيل فأكدت المعطيات ان ساعات الظهر أي ما بين الساعة الثانية ظهرا حتى الثالثة كانت ذات نسبة اعلى من الإصابات بعدد حالات اثابة وصل الى أكثر من 440 إصابة.
وتناولت معطيات مؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد أيضا عدد حالات الوفاة للأولاد والأطفال حتى جيل 17 عام كونهم عابري سبيل بسبب تعرضهم للإصابة من قبل مركبات عابرة على الطرقات والشوارع، اذ بلغ عدد حالات والوفاة ( من العام 2019 حتى أغسطس 2024) 104 حالات كانت حصة المجتمع العربي منها كبيرة وبارزة جدا وصلت الى 63 حالة أي ما نسبته 61% من مجمل الحالات العامة للوفاة أي اعلى بمرة ونصف من عدد الوفاة في المجتمع اليهودي.
وحول فئة الأجيال ذات العدد الأعلى من الوفيات جاءت فئة الأطفال ما بين جيل الولادة حتى 4 سنوات بعدد حالات وفاة وصل الى 45، الامر الذي يثير تساؤلات عدة حول ظروف حدوث هذه الحالات على الشوارع والطرقات وكيفية خروج هؤلاء الأطفال الى الشوارع والطرقات دون رقابة.
كما اكدت المعطيات ان معظم حالات الوفاة للأولاد كعابري سبيل، بسبب الإصابة من قبل المركبات العابرة في الطرقات والشوارع، وقعت خلال أيام الخميس بواقع 20 حالة وفاة ثم أيام الثلاثاء بواقع 18 حالة وفاة ومن ثمة أيام الاثنين بواقع 15 حالة وفاة.
وفيما يتعلق بالساعات التي تحدث فيها اعلى حالات حوادث الوفاة لعابري السبيل من الأطفال والأولاد جراء اصابتهم بمركبات عابرة كانت ساعات المساء بواقع 37 حالة إصابة أدت للوفاة وقعت ما بين الساعة السابعة مساء حتى الحادية عشرة ليلا، ثم ساعات الظهيرة (ما بين الساعة الواحدة ظهرا حتى الرابعة من بعد الظهر) بواقع 22 إصابة أدت للوفاة
وتطرقت المديرة العامة لمؤسسة "بطيرم" لأمان الأولاد أورلي سيلفنجر الى هذه المعطيات مؤكدة الى ان حوادث الاصابة للأولاد والأطفال كعابري سبيل بسبب المركبات العابرة على الطرقات والشوارع تعتبر سببا رئيسيا للوفاة الأولاد خاصة إذا تحدثنا عن الأولاد العرب.
وأضافت سيلفنجر مشيرة الى ان الارتفاع في هذه الأرقام يعود الى أسباب عدة أهمها المستوى المتدني للبنى التحتية للشوارع والطرقات في البلدات العربية التي تساهم بشكل حقيقي في ارتفاع نسب الإصابة والوفاة لأولادنا. مع هذا يمكن القول بشكل قاطع ان معظم هذه الحوادث ممكن تفاديها إذا ما شددنا نحن كأهل على دورنا في ان نشرح ونفسر للأولاد عن المخاطر التي قد يواجهونها كعابري سبيل ومرافقتهم أكثر من مرة لتعريفهم على هذه المخاطر اثناء سيرنا معهم في الشوارع والطرقات وارشادهم حول كيفية التعامل مع هذه المخاطر لتفادي خطر الإصابة. من المهم أيضا ان نشدد امامهم حول خطر انشغالهم بأمور عديدة أخرى وعدم تركيزهم فيما يحصل على الشارع اثناء سيرهم، خاصة استعمال الهواتف الذكية اثناء السير وعبور الشارع، هذه الظاهرة الآخذة في الانتشار في السنوات الأخيرة في صفوف الأولاد والتي تتضمن مخاطر عديدة حقيقية على حياتهم. من المهم جدا ان نشرح لهم أهمية الحفاظ على تواصل بصري مع سائقي المركبات اثناء عبور الشارع على ان يتم عبور الشارع في ممر المشاة، مع العلم ان عبور الشارع يجب ان يتم بمرافقة شخص بالغ لمن لم يتعد جيل 9 سنوات".