حيفا | اختُتمت مُؤخّرًا ورشة مُكّثفة في كتابة السيناريو، نظمتها جمعية الثقافة العربية في حيفا بإشراف المخرجة والكاتبة الفلسطينية سهى عرّاف على مدار 12 لقاءً أسبوعيًّا. وقدّمت الورشة للمشاركين/ات تجربة تعليميّة مميزة ومكّثفة، حيث شملت في مجملها 36 ساعة تدريبية غنية، أتيحت خلالها الفرصة للغوص في أسس كتابة السيناريو والتعمق في أساليب السرد السينمائي.
خلال الورشة، تعلّم المشاركون/ات كيفية كتابة المشاهد بطريقة احترافية، وبناء شخصيات درامية قادرة على إحياء القصص، وخلق صراعات شيقة تجذب المشاهد، إلى جانب تطوير حوارات طبيعية وحيوية. كما غطّت الورشة تقنيات السرد وتصميم نقاط التحول التي تُسهم في بناء قصة متكاملة، مع استكشاف أنواع الأفلام المختلفة وهياكلها الفنية. وقد شجع هذا البرنامج المكثف المشاركين على تطوير لغة سينمائية فريدة تميّز أعمالهم عن غيرها.
شهدت الورشة تفاعلًا وإبداعًا لافتًا من المشاركين الذين أبدعوا في تجسيد أفكارهم على الورق وتحويلها إلى مشاريع سيناريوهات قابلة للتنفيذ. وقد أعلنت الجمعية خلال لقائها الأخير عن محاولاتها إتاحة فرصة لإنتاج فيلم قصير لأحد السيناريوهات المتميزة التي تم تطويرها خلال الورشة. وينبع ذلك من رؤية جمعيّة الثّقافة العربيّة حيال الإنتاج الثقافيّ الفلسطينيّ الخالص، والمُوجّه برؤية الإجماع الفلسطينيّ في الدّاخل، تحديدًا في ظلّ محاولات طمس القصص والسرديّة الفلسطينيّة الّتي تنتهجها السُلطات الإسرائيليّة خلال العام الماضي على وجه الخصوص.
جدير بالذكر أن سهى عرّاف، المشرفة على الورشة، هي مخرجة وكاتبة فلسطينية معروفة بأعمال سينمائية حائزة على العديد من الجوائز العالمية، مثل "العروس السورية" و"شجرة الليمون" و"فيلا توما". وقد أثرت الورشة بفضل خبراتها الواسعة وموهبتها في تقديم فن كتابة السيناريو بطرق مبتكرة، الأمر الذي ألهم المشاركين ومنحهم رؤى جديدة في هذا المجال.
وفي تعقيب لمركّزة المشاريع في جمعيّة الثقافة مريم فرح شدّدت على تثمين الجمعية الحماس الكبير الذي أبداه المشاركون/ات، مؤكدةً على أهمية مثل هذه المبادرات الثقافية في تعزيز الإبداع السينمائي المحلي وفتح آفاق جديدة لصناع الأفلام الطموحين في المجتمع وتطوير سرديّة خالية من التدخلات في المضمون.