قال مصدر خاصّ ومطّلع على أن مفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في غزّة، وتطوّرات مهمّة وسريعة طرأت على جدول أعمال مباحثات وقف إطلاق النار في قطاع غزّة، إذ توجّه وفد مصريّ اليوم إلى العاصمة القطريّة الدوحة، بالتزامن مع وجود وفد إسرائيليّ وآخر أميركيّ هناك، إلى جانب مشاركة وفد من حركة حماس والوسيط القطريّ. وجاء هذا التطوّر بعد تعديل جدول أعمال اللقاءات التفاوضيّة الّتي كانت مقرّرة في القاهرة اليوم.
وبحسب المصدر، ألغى وفد حركة حماس في اللحظات الأخيرة اليوم زيارته المقرّرة إلى القاهرة، بعدما توجّه وفد مصريّ للدوحة، بهدف تسريع وتيرة المفاوضات الّتي شهدت تقدّمًا إيجابيًّا في الملفّات جميعها، بما في ذلك الملفّ العالق المتعلّق بالأسرى. يشار إلى أن مدير وكالة الاستخبارات المركزيّة الأميركيّة وليام بيرنز، وصل إلى قطر يوم الأربعاء في محاولة لدفع الاتّفاق.
وأوضح المصدر، أنّ الخلاف الّذي يجري العمل على إنهائه في مباحثات وقف إطلاق النار يتركّز حول أسماء الأسرى المقرّر الإفراج عنهم، بالإضافة إلى تحديد هويّة الأسرى الإسرائيليّين لدى الفصائل الفلسطينيّة في غزّة وتقديم لائحة بأسمائهم، كما تبحث المفاوضات أعداد الأسرى الفلسطينيّين الّذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى الّتي تمتدّ 42 يومًا. كما تتناول النقاشات تحديد ما إذا كان سيفرج عن 3 أو 5 إسرائيليّين في اليوم الأوّل من الاتّفاق.
وأشار المصدر إلى أنّ العديد من القضايا المحوريّة الّتي كانت عالقة في جولات التفاوض السابقة قد حسمت، ومن أبرزها: أماكن انتشار الجيش الإسرائيليّ، وإمكانيّة عودة النازحين دون وجود رقابة إسرائيليّة، وملفّ إعادة الإعمار، والوجود العسكريّ الإسرائيليّ في محوري نتساريم وصلاح الدين/فيلادلفي.
وأكّد المصدر أنّ النقاط الخلافيّة المتبقّية ليست ذات طبيعة جوهريّة، وأنّ وفد حركة حماس أعرب عن استعداده لإبداء مرونة اللازمة لتقريب وجهات النظر، بشرط ألّا يفرض الجانب الإسرائيليّ شروطًا جديدة تعرقل الاتّفاق.
وأوضح المصدر أنّ المفاوضات دخلت مراحلها النهائيّة، مع التأكيد على دور المؤسّسات الدوليّة في الإشراف على تنفيذ الاتّفاق، خاصّة فيما يتعلّق بعودة النازحين إلى منازلهم سواء في شمال القطاع أو جنوبه. وهذا سيتمّ بضمانات من الوسطاء، وهم قطر، ومصر، والولايات المتّحدة.
وعلى صعيد متّصل، يتزامن التقدّم في المفاوضات مع ضغوط مكثّفة تمارسها مصر وبعض الفصائل الفلسطينيّة على رئيس السلطة الفلسطينيّة محمود عبّاس، لحمله على قبول المقترح المصريّ بشأن تشكيل لجنة تحمل اسم "لجنة الإسناد المجتمعيّ لقطاع غزّة". إذ إنّ "الهدف من هذه اللجنة هو إحباط المخطّطات الإسرائيليّة المتعلّقة بإدارة القطاع، خاصّة فيما يتعلّق بمعبر رفح في مرحلة ما بعد الحرب"، وفق ما يقول المصدر.
وكانت حركة حماس قد أصدرت بيانًا أمس، قالت فيه: "في ظلّ ما تشهده الدوحة من مباحثات جادّة وإيجابيّة برعاية الوسطاء القطريّ والمصريّ، فإنّ الوصول إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى ممكن إذا توقّفت إسرائيل عن وضع شروط جديدة".