الذهب يفقد بريقه مؤقتًا، في تطور غير مفاجئ وسط ترقب الأسواق لبيانات التوظيف غير الزراعية في الولايات المتحدة. يأتي ذلك في ظل تمركزات مرتفعة للغاية، في حين تُظهر المؤشرات الفنية اقتراب المعدن النفيس من مستويات ذروة الشراء. ورغم أن الذهب يبدو في وضع قوي يصعب مطاردته لتحقيق مزيد من الارتفاعات في هذه المرحلة؛ إلا أن بقاءه عند هذه المستويات، يعكس عوامل دعم واضحة. أما بالنسبة للمستثمرين الذين يتوقعون أن تكون أي تصحيحات مرتقبة محدودة، فإن ذلك يزيد من صعوبة تنفيذ أوامر البيع على المكشوف خارج إطار التداولات اليومية قصيرة الأجل.

باتت الأخبار بشأن الطلب القوي "للغاية" في السوق الفعلية شائعة ومعروفة على نطاق واسع بين المستثمرين، لا سيما في ظل ارتفاع تكاليف الإيجار والتمويل. ويبدو أن الزخم الإيجابي الناجم عن موجة الشراء القوية من قبل البنوك المركزية قد انعكس بالفعل في الأسعار وتم استيعابه في السوق. وفي ظل محاولات السوق الحثيثة لتفادي تداعيات التعريفات الجمركية، يبرز التساؤل الرئيسي: ما المحفز الذي قد يدفع الذهب إلى اختراق مستوياته المرتفعة الأخيرة عند 2,882 دولار والوصول إلى حاجز 2,900 دولار؟ ومن المحتمل أن تسهم القراءة الأضعف من المتوقع لبيانات الوظائف غير الزراعية في دعم الأسواق، خاصة أنها قد تعزز التوقعات بخفض ضمني لمعدلات الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما ينطبق أيضًا على قراءة مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي المرتقبة الأسبوع المقبل. ومع ذلك، قد يكون من الأفضل عند تعرض الذهب لموجة تقلبات، التركيز بشكل أقل على الأسباب المسببة لحركة التقلبات، وبدلاً من ذلك، تحليل العوامل المؤثرة بعد تحقق الاتجاه. وفي حال استطاع الذهب اختراق مستوى 2,882 دولار، فمن المحتمل أن يستقطب المزيد من الزخم، حيث سيتجه المستثمرون لملاحقته كأصل متحرك قد يواصل اندفاعه.