الشرع وأمراء الحرب، وسمكُ بني أُميّة
مرحلة عنوانها الصّفح والعفو، والتفكير بمنطق الدولة لا بمنطق الميليشيات، وأن البلد واحدة بكل مكوناتها، تتحول في هذه الفترة الوجيزة إلى مرحلة واقتلوهم حيث ثقفتموهم، وارموهم في البحر حتى لا يُقال جاع سمك في بحر بني أُميّة، ويتحول الدعاة والخطباء إلى مُسعّري حرب، ينفثون اللهب ويحرضون بالتصريح لا بالتلميح على فئات بعينها، كل هذا يدُل على أن الدولة لا زالت تُحكم بعقلية الجماعات التكفيرية المتطرفة، وأن أمراء الحرب الأجانب لهم القول الفصل في كثير من الأحداث، وهم ضالعون في ارتكاب المجازر، والأنكى من كل هذا أن يخرج عليك من يُبرّر هذه الوحشية والبربرية بحجة المعاملة بالمثل، فليذوقوا ما ذُقنا من النظام البائد، أليسوا حاضنته الشعبيّة؟ فلنصب عليهم الحمم فوق رؤوسهم! بهذا المنطق تُدار بلاد الشام اليوم، والشرع لا يملك مطلق السيطرة على الجماعات المتعطشة للدّماء، والذين لا يُمكن دمجهم في إطار مؤسسات رسمية ترعاها الدولة، فالقوم مرتزقة يعتاشون على الحروب وعلى سفك الدماء، والحليف التركي سرعان ما سيُدرك أنه وقع في الفخ، وغاص في بركة الوحل التي أُعدّت له خصيصاً، فهو يعرف تماما بأن من أعطاه الضوء الأخضر في إشارة من أصبعه في ذلك الخطاب الشهير، هو أول من سيغدر به، فالقوم لا عهد لهم ولا ذمّة، ولا يحترمون إتفايات سرية او علنية، يبدو لي والله أعلم بأن الإمبراطور العثماني خليفة المسلمين، سيتم قصقصة جناحيه كما فعلوا معه عام 2016, وأدى هذا إلى انهيار الليرة التركية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ألم تسمعوا عن شركات اغتيال الدول اقتصادياً؟
سوريا ذاهبة إلى التقسيم، وأول الغيث قطرات، فالبداية ستكون من ريف شرق وجنوب دمشق محافظة السويداء تحديداً، فهنالك نحو مليون مواطن سوري يحلمون برغد العيش وتحقيق الاستقرار الاقتصادي الذي ستوفره لهم الدولة العبرية، وسيكون ريف دمشق الطريق نحو الحدود الشرقية مروراً بقاعدة التنف الأمريكية، وصولاً إلى دير الزور معقل قسد وداعش، وزيادة التدخل في الشأن السوري من كل ضباع العالم بحجة حماية الأقليات، هذه النغمة التي تتردد في الإعلام كثيراً هذه الأيام.
كل هذا مخطط يتم العمل عليه بمقتضى ما يُتيحه الواقع الجيوسياسي، فالقوم يقتنصون الفرص، وها هي الفرصة قد قدمت لهم على طبق من ذهب، فأي حجة أفضل من أن تفتعل إحتراباً داخلياً يأكل الأخضر واليابس، وبعده تُضعف مفاصل الدولة، ثم ترفع علم حماية الأقليات؟
خلاصة المسألة: أستبعد أن يسيطر النظام الوليد في بلاد الشام وأن يتحكم في زمام الأمور سريعاً، وهو نظراً لتورط المئات من عناصره في مجازر وقتل على الهوية، وقد تدخل البلد في حالة من الفوضى والمستقبل المجهول، وهو الراجح بحسب تسلسل الأحداث.
حفظ الله بلاد الشام، ورد عنها كيد الكائدين.
الشيخ محمد سليمان
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد:
مجموعة تلجرام >>
t.me/alarabemergency
للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >>
bit.ly/3AG8ibK
تابع كل العرب عبر انستجرام >>
t.me/alarabemergency