قمة العرب ... نفاق وتملق واسترضاء لأمريكا

أحمد حازم
نُشر: 01/01 11:42

دول الجامعة العربية والذين يبلع عددها 24 دولة، اجتمعوا في لرابع من هذا الشهر في القاهرة لبحث  مصير غزة حالياً ومستقبلاً. لكن قادة هذه الدول لم يشاركوا كلهم في لقاء القمة حيث تغيب قادة سبع دول مهمة، وأرسلوا موفدين عنهم. هذا الأمر ليس بجديد على هذه الجامعة. فمنذ 79 سنة عل تأسيها عام 1946عقد قادة دول الجامعة العربية 54 قمة تتمحور حول القضية الفلسطينية، منها 13 قمة طارئة ولم يشارك كل القادة شخصيا فيها باستثناء الدورة الأولى. كل البيانات الختامية لهذه ا لقمم لم تتجاوز الادانات والاستنكار، وكان من الأفضل لو أطلقوا على اجتماعاتهم "قمم الادانات".

يأتي انعقاد قمة القاهرة في ظرف شديد الحساسية لاتخاذ موقف على خطة الرئيس الأمريكي ترامب  تهجير الفلسطينيين من غزة، ولذلك من المفترض أخلاقيا وسياسيا نظراً لخطورة وأهمية الحدث أن يشارك كافة القادة العرب، لكن  قمة القاهرة شهدت غياب سبعة قادة. المتغيبون عن قمة القاهرة لم يقدموا أي تبرير لغيابهم باستثناء الرئيس الجزائري. وكالة الأنباء الجزائرية ذكرت أن قرار الرئيس عبد المجيد تبون، عدم المشاركة شخصيا في القمة العربية الطارئة في القاهرة يأتي "على خلفية الاختلافات والنقائص التي شابت المسار التحضيري لهذه القمة، حيث تم احتكار هذا المسار من قبل مجموعة محدودة وضيقة من الدول العربية التي استأثرت وحدها بإعداد مخرجات القمة، دون أدنى تنسيق مع بقية الدول العربية المعنية كلها بالقضية الفلسطينية".

تبرير الرئيس الجزائري كان في منتهى الصراحة عندما تحدث بصدق عن غيابه ولم يقل ان غيابه لأسباب صحية. قالها صراحة ان البيان الختامي تم صياغته بين قادة معينين ولم يتم التشاور حوله مع جميع المشاركين. أليست هذه فضيحة الفضائح؟

تصوروا أن اجتماعا حاسماً بهذا الشكل لدول الجامعة العربية لتقرير مصير شعب لم يستغرق من 24 دولة عربية سوى ساعات قليلة جدا، وكأنهم شاركوا لرفع العتب فقط: أعمال الجلسة الافتتاحية بدأت في الرابعة والنصف، وبعد مأدبة الإفطار تم عقد جلسة مغلقة، ثم جلسة ختامية وانتهت أعمال القمة في الثامنة والنصف مساء، بإعلان البيان الختامي. يعني ان قمة القاهرة لم تستغرق سوى أربع ساعات بما فيها الإفطار الرمضاني. فأية قمة هذه؟ أليس هذا استخفافا بالموضوع الذي اجتمعوا من أجله؟

السبب الذي اجتمع من أجله العرب في القاهرة هو قرار ترامب تهجير فلسطينيي غزة، يعني لتوحيد الصف العربي لمواجهة القرار الأمريكي. اسمعوا ما جاء في البند الثاني للبيان الختامي: "تكثيف التعاون مع الولايات المتحدة الأميركية، من أجل تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة." فكيف يمكن تكثيف تعاون مع دولة تعمل على تهجير أهل غزة؟ فمتى كانت أمريكا تعمل على تحقيق سلام في المنطقة وهي التي زودت إسرائيل بآلاف الطنان من القنابل والأسلحة في حربها على غزة أليس ذلك فضيحة؟ ألا يستحون من إدراج هذا البند الذي يعتبر وصمة عار عليهم.

الشاعر العراقي أحمد النعيمي الذي أعدمته إيران بسبب قصيدته المشهورة "نحن شعب لا يستحي" كان عليه أن ينظم قصيدة بنفس القوة بعنوان " أنظمة وقحة لا تستحي"

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة