في فترة الزمن الجميل عندما كان الآباء والأجداد على قيد الحياة كان لوجودهم في مناسبات الافراح والاتراح يضفي هيبة ووقار للمناسبة، وكان استقبالهم في المناسبتين واحاديثهم المفيدة لها معنى وحكمة واعطى وجودهم الامن والامان في المجتمع. اما اليوم تدخل لمناسبة عزاء على سبيل المثال ترى الشباب ليسوا كأبائهم وأجدادهم في تطبيق العادات والتقاليد، وترى تراجع كبير في هذه العادات والتقاليد.
وفقدت هذه المناسبات جوهرها لعدم وجود كبار السن فيها، نعم لكل زمان رجاله ولكل جيل ميزاته، ابائنا ربونا على القيم والاحترام، ربونا على احترام الجار والحيرة واحترام الكبير والصغير، ربونا على تقديس الحياة , ربونا على معنى كلمة العيب والاستقامة وعدم الكذب والغش، ربونا على الايمان بالفطرة بالرغم من أنهم لم يدخلوا مدارس ولم يتعلموا ولكنهم تعلموا من تجارب الحياة.
فكانت تربيتهم افضل بمئة مرة من تربية اباء وامهات اليوم، في زمانهم لم يكن عنف وكل مشكلة حدثت حلوها في وقتها، وفي المعاملات اليومية لم تكن اتفاقيات مكتوبة ولكن كان للكلمة والتعهد رصيدهما الكبير ووفاء منقطع النظير، واليوم اتفاقيات ومحامون والناس تتملص منها. الزمن الجميل كان ربيع بلادنا بالنسبة لنا، اما اليوم فقدت الحياة كثيرًا من جوهرها وطعمها ولذتها. ولا يسعنا الا الترحم على ابائنا واجدادنا لانهم كانوا ملح الارض وقيم واخلاق وضمير حي يمشون على الارض.