كيف أُصلّي؟

كيف أُصلّي؟
وركبتاي ما عادت تقوى
على سجودٍ طويل
في هذا العالم القصير؟
كيف أُصلّي؟
وهذا القلب
مذبوحٌ من الوريد إلى الهامش
يصرخ باسمك يا إله الصامتين
ولا أحد يسمع
هل أُصلّي
بعيون أمّي التي
ما رفّت منذ ثلاث نكبات؟
أم بأصابع أبي
التي ظلّت تسبّح فوق محراثه
حتى غرق في تراب البرتقال؟
هل أُصلّي
بكفّيّ
وقد تَيبّست من جمع الفتات
ومصافحة الخذلان؟
يا ربّي…
علّمني صلاةً
لا تحتاج إلى مسجد ولا كنيسة
بل إلى ركنٍ مهجور من قلبي
إلى شمعةٍ وحيدة
إلى دمعةٍ لا تخجل من السجود
أُصلّي حين أصرخ في وجه الظلم
حين أُنقذ طفلاً من خوفه
حين أضمّ العجوز في ليل الشتاء
أُصلّي حين أكتب، حين أحبّ
حين أرفض، حين أحيا…
صلاتي، يا ربّي،
هي أن أكون
وأن أقاوم أن أكون
امرأةً من فلسطين
تحمل وجعها مثل مسبحة
وتنثره وردًا على شرفات المنفى