الرئيسية مقالات

التجسس اليهودي لصالح ايران في السلم والحرب

أحمد حازم
نُشر: 16/06/25 07:44,  تحديث: 13:33
التجسس اليهودي لصالح ايران في السلم والحرب

لفت نظري البيان المشترك الأخير للشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) والذي يتحدث عن إلقاء القبض على مواطنَين يهوديين من إسرائيل بشبهة تنفيذ مهام لصالح إيران خلال الأيام الأخيرة بشبهة ارتكاب مخالفة أمنية بتوجيه من جهات استخباراتية إيرانية، واحالتهما للتحقيق لدى الشاباك ووحدة "لاهاف 433" الوحدة المكلفة بالتحقيق في الجرائم الخطيرة.

تصوروا (في عز الحرب مع إيران) وفي وقت تتعرض فيه بلدات يهودية لخطر التدمير بصواريخ إيرانية، يتجسس يهود لصالح إيران.  وما هو المقابل يا ترى؟ هؤلاء "الجواسيس" لا يتجسسون مجاناً ولا يتجسسون انطلاقاً من مبدأ موقفي، يل بطبيعة الحال مقابل المال.

 الملف للنظر، حسب البيان، ان عملية القبض ليست المرة الأولى، بل سبقها عمليات القاء قبض أحرى على جواسيس "خانوا الوطن" مقابل "شوية دولارات إيرانية". ويقول البيان ان هذه العملية تحمل الرقم 22 لعمليات التجسس، "التي تم  إحباطها منذ بداية الحرب من قِبل جهاز الشاباك وشرطة إسرائيل، ما يدلّ على المحاولات المتكررة من قبل جهات استخبارات إيرانية لتجنيد مواطنين من إسرائيل لتنفيذ مهام تجسسية." ولجواسيس ايران اليهود حكاية:

في الثاني عشر من شهر ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، وحسب قناة فرانس 24 ، أعلن مسؤولون إسرائيليون عن تفكيك شبكة واسعة للتجسس لصالح إيران، تمثلت في اعتقال قرابة 30 مواطنا يهوديا متورطين في جمع معلومات حساسة وتنفيذ هجمات محتملة.(ما شاء الله جواسيس مال بالجملة)وأظهرت التحقيقات تجنيد المشتبه بهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقابل مبالغ مالية كبيرة. وكشفت الشرطة الإسرائيلية أن وكالات الاستخبارات الإيرانية غالبا ما تستهدف مجندين محتملين عبر منصات التواصل الاجتماعي وتكون جهود التجنيد مباشرة في بعض الأحيان.  والثمن؟  مبلغ 15 ألف دولار مقابل الحصول على معلومات.

وللمرأة اليهودية دور أيضأً في "خيانة الدولة العبرية". فالمساواة اليهودية على ما يبدو لا ترتبط بالتجنيد وبالحياة الاجتماعية فقط بل وفي الخيانة أيضاً. ففي الثالث عشر من شهر كانون ثاني عام 2022 ذكر موقع الإذاعة البريطانية بي.بي.سي أن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي اعتقل خمسة إسرائيليين يهود بتهمة التجسس لصالح إيران. بينهم أربع نساء يهوديات (قالوا انهم من أصل إيراني) تم تجنيدهن بواسطة عميل ادعى أنه يهودي يعيش في إيران. والى جانب (حب الفلوس) قد يكون (الإخلاص؟!)  لبلدهم الأم قوميا، تغلب على إخلاصهم لدولتهم دينياً.

جهاز الأمن الداخلي، وحسب الموقع البريطاني، ذكر أن النساء حصلن على آلاف الدولارات من أجل التقاط صور لمواقع حساسة ومراقبة إجراءات أمنية وخلق صلات مع سياسيين. محامي المشتبه بهن  مهمته الدفاع عن موكلاته، اذ قال إنهن لم يكن يعلمن أن الشخص الذي كن على صلة بهن كان عميلا إيرانيا، وإنه لم يكن لديهن نية التسبب بأذى لأمن إسرائيل. أليست هذه سخافة ووقاحة من المحامي "أن يكذب عينك عينك"؟ فلو كان الأمر كذلك فعلى أي أساس أخذوا الدولارات؟

وأخيرا... أنا بشكل عام لا أصدق نتنياهو. ولكني هذه المرة صدقته في قوله:" ان الصواريخ لا تفرق بين يهودي وعربي" نعم انها لا تفرق يا (أبا يائير) لأنها ليست عنصرية. والذي يفرق بين اليهودي والعربي  وبعنصرية لا مثيل لها، هم أفراد حكومتك أمثال بن غفير وسموتريتش.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com