الرئيسية سياسة

تقرير: توسع استيطاني غير مسبوق في الضفة الغربية وسط مؤشرات على ترسيخ السيادة الإسرائيلية

كل العرب
نُشر: 05/07/25 12:29,  تحديث: 17:31
تقرير: توسع استيطاني غير مسبوق في الضفة الغربية وسط مؤشرات على ترسيخ السيادة الإسرائيلية

كشفت تقارير صحفية إسرائيلية أن الضفة الغربية تشهد في الآونة الأخيرة توسعًا استيطانيًا غير مسبوق، إلى جانب ترسيخ فعلي لما تعتبره جهات إسرائيلية "سيادة من الأسفل"، في ظل غياب إعلان رسمي عن ضم المناطق.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة يسرائيل هيوم للكاتب نداف شرغاي، فإن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزيرة الاستيطان أوريت ستروك يقودان مسارًا فعليًا لمنع قيام دولة فلسطينية، من خلال تسريع وتيرة البناء الاستيطاني وفرض حقائق على الأرض.

التقرير يشير إلى أن "الضمّ لم يعد زاحفًا، بل يسير على قدميه"، في إشارة إلى ما يعتبره بعض المحللين عملية ضم تدريجية وغير معلنة رسميًا. كما نُقل عن منظمات إسرائيلية مثل "السلام الآن" وخبراء أمنيين، أن الضفة الغربية تمر بتحوّل جذري "تحت الرادار"، في ظل ازدياد عدد الوحدات السكنية في المستوطنات وبناء أبراج سكنية جديدة.

ويأتي هذا التطور في وقت تستمر فيه الحرب في قطاع غزة، ما يرى فيه مراقبون "استغلالًا للوضع الأمني لتمرير أجندات توسعية".

توسع غير مسبوق للاستيطان في الضفة الغربية وسط الأزمات الإقليمية

بينما تشهد المنطقة صراعات في غزة، الضفة الغربية، لبنان، سوريا، اليمن، وحتى إيران، تجري في الضفة الغربية عملية توسع استيطاني تاريخية تغير ملامح المنطقة للأجيال القادمة.

معدلات البناء، الاستيلاء على الأراضي، والموافقات الحكومية تتسارع بشكل غير مسبوق. من المتوقع أن ينضم مئات الآلاف من المستوطنين إلى نصف مليون يعيشون هناك اليوم خلال سنوات قليلة.

وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش وأوريت ستروك يستغلون الفرصة السياسية المحلية والدولية لتحقيق هذا التوسع، بدعم من رئيس الوزراء نتنياهو. الأراضي التي كانت مرشحة لإقامة دولة فلسطينية تُقتطع تدريجيًا، ما يقلص فرص إقامة هذه الدولة.

هذه الخطوة تعتبر انتصارًا لمن يربطون الاستيطان بالروح الصهيونية ويرون فيه ضمانًا للأمن ورسمًا للحدود.

إدارة جديدة ودعم قانوني للاستيطان

هذه العملية منظمة ومدعومة إداريًا وقانونيًا:

  • تأسيس إدارة جديدة للاستيطان بقيادة يهودا إلياهو في وزارة الأمن، تحت إشراف هلال روت الذي استلم صلاحيات المدير المدني للضفة، وصارت السلطات التي كانت تعيق الاستيطان تُمنح له.
  • تعيين يهودا الكلعي مديرًا للتخطيط في الإدارة المدنية، بدلًا من مسؤولي سابقين كانوا يعرقلون التطوير.
  • 25 مستشارًا قانونيًا في وزارة الأمن يعملون لدعم الاستيطان بدلًا من عرقلته، مع فصل المستشارة القانونية في الضفة عن النيابة العسكرية لتخفيف القيود.

خطوات على الأرض

  • تم تسريع الإعلان عن أراضي الدولة.
  • انتقلت مهام الإدارة من الجيش إلى جهات مدنية، مع تشديد الإجراءات لمنع البناء الفلسطيني غير القانوني في مناطق C.
  • يُمنع الآن بناء المناطق الفلسطينية التي كانت تهدف لعزل المستوطنات عن بعضها.
  • حسب إحصائيات، هناك 133 مزرعة استيطانية جديدة في الضفة الغربية اليوم، مقارنة بعدم وجود أي مزرعة مماثلة في 2021. هذه المزارع تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي التي كانت معرضة للبناء الفلسطيني أو لقطع التجمعات الإسرائيلية.

خطة توسع كبرى

  • الحكومة وافقت على إقامة 22 مستوطنة جديدة، منها مستوطنات أعيدت لإحيائها بعد إخلائها في 2005.
  • نصف هذه المستوطنات جديدة بالكامل، والنصف الآخر عبارة عن مستوطنات قديمة تُعاد تأهيلها.
  • نحو 70 مستوطنة غير رسمية صُنفت كمواقع منظمة وستُدمج بشكل رسمي.
  • خطة طويلة الأمد لإنشاء 13 مدينة و5 مناطق صناعية في الضفة خلال 25 عامًا، مع زيادة عدد المستوطنين من 150 ألفًا إلى أكثر من مليون.
  • ثورة استيطانية في الضفة الغربية: زيادة أربعية في إعلان الأراضي والموافقات على البناء

شهدت الضفة الغربية تحولًا استيطانيًا واسع النطاق، حيث تضاعفت أربع مرات إعلانات الأراضي المخصصة للدولة والموافقات على البناء مقارنة بالفترة السابقة.

خلال الأشهر الثلاثة الأولى من رئاسة دونالد ترامب، وحتى قبل حوالي ثلاثة أشهر، أصدرت لجنة التخطيط العليا في الضفة الغربية تصاريح لبناء 10,500 وحدة سكنية، مقارنة بـ9,971 وحدة فقط في كامل عام 2024. ومنذ مارس، استمرت وتيرة الموافقات في التصاعد بشكل ملحوظ.

وفقًا لبيانات منظمة "سلام الآن"، تم خلال الفترة من منتصف 2023 إلى منتصف 2024 إنشاء 139 طريقًا جديدًا بطول إجمالي 116.4 كيلومترًا، ما يعد عاملًا أساسيًا لتحريك وزيادة عدد السكان في الضفة الغربية.

أهمية استمرار التوسع رغم قرب الانتخابات

يمكن الحديث كثيرًا عن الأرقام والبيانات، لكن الواقع على الأرض يثبت حجم التغيير الكبير الذي يحدث.

رغم وجود أسباب قد تدفع لتقديم موعد الانتخابات القادمة، إلا أن ذلك قد يعرقل هذا التوسع المهم. من الأفضل إجراء الانتخابات في موعدها المقرر.

إنه من الضروري عدم قطع هذه الثورة الهادئة، التي تعزز الأمن وتوفر خيارات سكنية بأسعار معقولة لآلاف وحتى مئات الآلاف من الإسرائيليين في المستقبل.

هذه الخطوة تجسد روح الصهيونية في قلب االضفة الغربية، وتمنع إسرائيل من الانكماش إلى حدود عام 1967 الخطيرة، كما تعرقل بشكل كبير سيناريو إقامة دولة فلسطينية، الذي يعتبر كابوسًا بالنسبة للسلطات الإسرائيلية.