الياسر "أبو شباب" و "الجعبري" وديع في كفتي الميزان الإسرائيلي

الياسر "أبو شباب" و "الجعبري" وديع في كفتي الميزان الإسرائيلي
لإعلامي أحمد حازم
حدثان بارزان لفتا نظري تطرق اليهما في نفس الوقت الاعلام الإسرائيلي والاعلام الأمريكي. والغريب في الأمر نفس التوقيت. الحدث الأول مقابلة مطولة بثها راديو مكان مع المدعو ياسر أبو شباب الذي تقول عنه إسرائيل انه يقود ميليشيا ضد حركة حماس وطبعا بدعم إسرائيلي. والحدث الثاني ظهور "شيخ" جعبري من الخليل يعلن الولاء الكامل للدولة اليهودية. فماذا يريد "العميل" الأول وما الذي يريده "العميل" الطوعي الثاني؟
في خطوة اعتبرها مراقبون توثيقًا علنيًا للخيانة والتخابر، خرج ياسر أبو شباب، في مقابلة عبر إذاعة “مكان” الإسرائيلية، معلنًا صراحةً تعاونه المباشر مع الجيش الإسرائيلي، وتنسيقه مع السلطة الفلسطينية، وقال أبو شباب في المقابلة "إن مشروعه القائم بالتنسيق مع الجيش الإسرائيلي يهدف إلى استئصال حماس التي تعيش مراحلها الأخيرة". ولفت ابو شباب الى انه ينسق في جوانب عدة مع السلطة الفلسطينية ويتلقى مساعدات من اطراف عديدة منها الجيش الإسرائيلي.
تعرفوا على هذا "العميل الأمي" ابن الخامسة والثلاثين من العمر الذي تريد إسرائيل أن تجعل منه "زعيماً". ينحدر هذا الـ" ياسر من قبيلة “الترابين” البدوية، ويقيم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة. ومن أهم صفاته انه لا يجيد القراءة والكتابة بمعنى انه "أمّي" وارتبط اسمه سابقًا بتجارة المخدرات والسرقة، واعتُقل على يد أجهزة الأمن الفلسطيني قبل الحرب، لكنه فرّ من السجن. وفي أعقاب فراره، أنشأ أبو شباب مجموعة مسلحة ضمّت عناصر هاربة، ونشطت في مناطق التماس مع الاحتلال شرق رفح، بالتنسيق الكامل مع القوات الإسرائيلية التي وفرت له الحماية والغطاء.
أما العميل الخليلي وديع الجعبري فله حكاية مختلفة. صحيح ان الخليل أنجبت رجالاً وطنيين، لكنها في نفس الوقت أنجبت ذكوراً من نوع آخر أمثال مصطفى دودين الذي ذاع صيته من خلال تزعمه لـ"روابط القرى" المشبوهة. هذا الجعبري الوديع نشرت عنه صحيفة "وول ستريت جورنال" مع أربعة من "شيوخ" الخليل البارزين تقريرا مطولا ليس بسب وطنية مميزة يتحلون بها تجاه وطنهم بل بسبب عمالة مميزة ضد بلدهم للحصول على مكاسب سياسية شخصية. هؤلاء الأربعة بزعامة وديع الجعبري وقعوا على رسالةً يتعهدون فيها بالسلام والاعتراف الكامل بإسرائيل كدولة يهودية مقابل انفصال الخليل عن السلطة الفلسطينية، وإنشاء إمارةً خاصة بها تنضم إلى اتفاقيات إبراهيم. ما شاء الله على هيك مبادرة. العالم يطالب بإنشاء دولة فلسطينية وهذا الخليلي الجعبري يطالب بانفصال الحليل وجعلها أمارة. منتهى العمالة والتخلف السياسي.
وزير الاقتصاد الإسرائيلي نير بركات، وحسب المعلومات المتوفرة، التقى الشيوخ الأربعة أكثر من عشر مرات منذ فبراير الماضي وطلبوا منه نقل رسالة لنتنياهو لتحديد جدول زمني للتفاوض من أجل الانضمام إلى اتفاقيات التطبيع والتوصل إلى تسوية لتحل محل اتفاقيات أوسلو.
وأخيراً...
نسمع دائماً في أسواق الخضار والفواكه " خليلي يا عنب" والآن نسمع في سوق السياسة "خليلي يا تآمر". ولو خرج الصديق الراحل الخليلي الوطني الأصيل فهد القواسمي رئيس بلدية الخليل الأسبق من قبره ويرى ما يفعله هذا الجعبري وديع، لصفعه بالحذاء على وجهه وعاد الى قبره خجلاً.