لماذا يجب أن نكون متسامحين؟

بقلم: د. غزال أبو ريا
في مجتمعاتنا، يكثر الحديث عن القيم الإجتماعية وترجمتها لسلوك ،لكن يبقى التسامح من أسمى هذه القيم وأكثرها حاجة في حياتنا اليومية وعلاقتنا الإجتماعية. التسامح ليس ضعفًا، بل قوة داخلية تعبّر عن نضج، ووعي، ورغبة في بناء بيئة صحية تحترم الإنسان، رغم الاختلاف ونرى بالتعددية ورؤية الأمور من زوايا مختلفة قيمة ونهج حياة.
لأننا كلنا نخطئ
كل إنسان معرض لأن يخطئ، يندم، ويطلب الصفح. فكما نريد أن يُسامحنا الآخرون، علينا أن نبدأ نحن بالمبادرة للتسامح والعفو.
لأن التسامح يحررنا.
التمسّك بالغضب والحقد يستهلك ويستنزف طاقتنا ويعكّر صفو حياتنا. أما التسامح، فهو تحرر نفسي، راحة داخلية، وقدرة على المضي قدمًا.
لأن المجتمع لا يُبنى بالحقد.
التسامح هو ركيزة أساسية لبناء علاقات إنسانية سليمة، سواء داخل الأسرة، في المدرسة،أو بين أبناء المجتمع الواحد. عندما نتسامح، نزرع الثقة ونحصد السلام والسكينة .
لأن أطفالنا يتعلمون منا.
الطفل الذي يرى الكبار يتسامحون، ينشأ على احترام الآخر، على الاعتذار، وعلى احتواء الخلافات بدون عنف أو قطيعة.
وأخيرًا…
التسامح لا يعني أن ننسى، بل أن نختار ألا نحمل الأذى معنا. هو موقف، وقرار، ورسالة. فلنكن رسل تسامح في بيوتنا، مدارسنا، ومجتمعنا. فالعقل الواعي، والقلب الواسع، هما أساس الإنسان المتوازن.