الرئيسية اخبار المدارس

إبداع شبابيّ يتجسّد على الشاشة.. طلاب قسم الإعلام في ثانوية كفرقرع يحتفون بنتاجهم السينمائي

كل العرب
نُشر: 09/07/25 06:38,  تحديث: 06:39
إبداع شبابيّ يتجسّد على الشاشة.. طلاب قسم الإعلام في ثانوية كفرقرع يحتفون بنتاجهم السينمائي

فراس بدحي: نؤمن ونراهن على طلابنا من أجل مستقبل أفضل

ناظم زحالقة: "طلابنا يعايشون قضايا مجتمعهم ويعبّرون عنها بإبداع

عبد الإله معلواني: ما عُرض هو مرآة تعكس قضايا مجتمعنا وآلامه

في أمسية ثقافية مهيبة، احتضن القصر الثقافي في مدينة كفرقرع، مساء السبت الفائت، فعالية استثنائية لطلاب قسم الإعلام وصناعة الأفلام في المدرسة الثانوية كفرقرع (على اسم أحمد عبد الله يحيى)، حيث عُرضت أعمالهم السينمائية التي أنتجوها خلال سنوات تخصّصهم الثلاث، وسط حضور مئات من الأهالي.

تجلّت الأمسية، التي جاءت تحت عنوان "صوت الشباب في السينما"، كمنصة للإبداع والتعبير عن القضايا الاجتماعية والإنسانية التي يلامسها الشباب، من خلال أفلام درامية ووثائقية تعبّر عن واقعهم وهموم مجتمعهم، وقد نظّمت بالتعاون بين المدرسة الثانوية وبلدية كفرقرع.

وافتُتحت الأمسية بتلاوة عطرة من القرآن الكريم بصوت الطالب زيد عاشور، تلتها كلمة ترحيبية من عريفتَي الحفل الطالبتين تالا مصارة وحمدة طواطحة (من الصف الحادي عشر)، عبّرتا فيها عن فخرهما بما أنتجه زملاؤهن من أفلام حملت بين مشاهدها نبض الحلم والإبداع والرسالة.

وفي كلمتها، شدّدت مركزة موضوع الإعلام، المربية رنا طيارة، على أن هذا التخصص يتجاوز كونه مساقًا تعليميًا، فهو مساحة للتعبير والنقد والتحليل، ومنبرٌ لقول الحقيقة. 

وأكدت أن الطلاب لم يقدّموا أفلامًا فقط، بل رؤى وتساؤلات ومشاعر إنسانية خرجت من عدساتهم لتعبّر عن قضاياهم ومجتمعهم.

وأثنت طيارة على التزام الطلاب وجرأتهم، مشيدةً بالدعم الذي حظي به التخصص من إدارة المدرسة والبلدية، مؤكدة أن هذه الأمسية هي بداية الطريق وليست نهايته، وأن السينما وسيلة لرفع الصوت ورؤية الصورة.

أما مدير المدرسة، المربي ناظم زحالقة، فأعرب عن فخره الكبير بطلاب قسم الإعلام وبنتاجهم، مؤكدًا أن المدرسة وفّرت جميع الأدوات والدعم اللازم لنجاح هذا التخصص، ووسّعته ليشمل جميع الطلاب. وقال: "طلابنا لا يحصلون فقط على الشهادات، بل يعايشون قضايا مجتمعهم ويعبّرون عنها بإبداع"، مشيرًا إلى أن الأمسية تشكّل له شخصيًا "أكبر هدية في نهاية خدمته".

وفي كلمة مؤثرة، عبّر رئيس بلدية كفرقرع، المحامي فراس بدحي، عن اعتزازه بهذا الحدث النوعي، مشيرًا إلى أن هذه الإنتاجات الشبابية السينمائية تشكّل سابقة ثقافية في البلدة.  وقال: "نحن نستثمر في التعليم لبناء الإنسان، ونراهن على طلابنا من أجل مستقبل أفضل".

وأضاف بدحي: "شاهدت الأفلام وتأثرت جدًا، إنها تعبّر عن واقعنا بقوة، وتغرس فينا الأمل رغم كل التحديات. هذه الإبداعات لم تأتِ من فراغ، بل من احتضان حقيقي لمواهب الشباب".

أما المربي عبد الإله معلواني، فاستهل كلمته بتحية للجمهور الذي منح الضوء للعدسة والصوت للفكرة، مؤكدًا أن ما عُرض هو ثمرة ثلاث سنوات من العمل الجاد والتعلّم والإبداع. وقال: "هذه الأعمال الفنية ليست فقط إنتاجًا سينمائيًا، بل مرآة حقيقية تعكس قضايا مجتمعنا وآلامه وآماله".

وتوقف معلواني عند قضايا هامة تناولتها الأفلام، مثل العنف والجريمة والتنمر وحوادث الطرق، مشيرًا إلى فيلم توعوي صنعه أحد الطلاب بدافع فقدانه شقيقه في حادث مروّع، كما أشار إلى الفقيد الطالب خالد أبو شهاب – رحمه الله – الذي وافته المنية مؤخرًا إثر حادث دراجة نارية، ما يعزز أهمية الوعي والتوعية.

وفي ختام كلمته، وجّه معلواني الشكر لجميع الداعمين، من الإدارة، وبلدية كفر قرع، والطاقم التربوي، وأهالي الطلاب، مؤكدًا أن هذه الأمسية تمثل نقطة انطلاق نحو مزيد من التميز في الإعلام والسينما كوسائل فاعلة للتعبير والتغيير.

عروض الأفلام: 
ضمن الفعالية الختامية لقسم الإعلام وصناعة الأفلام في ثانوية كفرقرع، تزيّنت القاعة بعروض أفلام أبدعها طلاب القسم، حيث شكّلت هذه العروض ذروة ما تعلّموه وأنتجوه، وجاءت لتلامس قضايا اجتماعية، إنسانية وشخصية بجرأة وصدق.

وقبيل عرض كل فيلم، وقف أحد صنّاعه من الطلبة ليُقدّم العمل بكلمات خرجت من القلب، لتعكس عمق التجربة وصدق الرسالة.

فيلم "أصحاب الهمم"، كان أولى العروض، وقدّمت له الطالبة حلا جربان، مؤكدة أن الفيلم لم يكن مجرد مهمة دراسية بل صوتٌ لقضية تجاه من "ربما نسيهم المجتمع أو لم يرهم كما يجب". تحدّثت عن أصحاب الهمم لا كضعفاء، بل كمصدر قوة وإلهام. واختتمت بكلمات شكر عميقة لمعلميها: الأستاذ عبدالإله معلواني والمعلمة رنا طيارة، على دعمهما الثابت.

الفيلم الثاني، “من الألم إلى الفن”، سرد قصة شاب تخطّى صدمة العنف في طفولته عبر موهبة الرسم، وقدّمته الطالبة دعاء يحيى، التي ربطت بين حكاية الفيلم وحزنها الشخصي بفقدان شقيقها، مؤكدة أن الفن رسالة حياة، لا مجرد أداة تقنية.

أما فيلم "على عجلتين" فقدّمته الطالبة سما كناعنة، واستعرض قصة الخريج إيهاب يحيى، الذي حوّل هوايته في ركوب الدراجة إلى مسار مهني ملهم، متحديًا نظرات السخرية ومفاهيم اجتماعية بالية. فيلم أكّد أن الإعلام ليس فقط منهجًا أكاديميًا بل هو وسيلة لزرع الأمل.

وفي "محمد سعيد مصاروة: من النكبة إلى الدبلوماسية"، قدّمت غالية نخاش أول تجربة لها بصناعة الأفلام، مُسلّطة الضوء على قصة شخصيّة بارزة من كفرقرع، انتقل من القضاء إلى الدبلوماسية، حاملاً قيمًا إنسانية عظيمة. الرسالة كانت واضحة: العطاء لا يرتبط بالعمر بل بالإرادة والإيمان.

الفيلم الدرامي "صرخة في وجه التنمّر"، قدّمته الطالبة ملك غاوي، التي شدّدت على خطورة التنمّر بين الطلاب، ورسالة الفيلم التحذيرية من آثاره النفسية الخطيرة، مشيرة إلى أن العدسة يمكن أن تكون أداة للتربية وصنع الوعي.

ومن خلال فيلم "بالعزيمة والإصرار: كرة قدم الفتيات". قدّمت الطالبة هدين عزب تجربة فريدة سلطت الضوء على دور الرياضة في تمكين الفتيات. أكدت أن صناعة الفيلم كانت رحلة عزيمة وثقة، وصاغت عنوان الفيلم كشعار لحياتها القادمة.

وفي فقرة الختام السينمائي، عُرض فيلمان رئيسيان حملا خلاصة التجربة والمشاعر:

فيلم درامي بعنوان "السوق السوداء: ثمن الحلم"، من بطولة الطالب سند كلش، الطلاب، الذي ألقى كلمة وجدانية مشحونة بالشكر والعرفان، مؤكدًا أن الفيلم رسالة شبابية ضد العنف، نابعة من إيمانهم بأن التغيير ممكن بالوعي والوحدة. وجّه شكرًا خاصًا للمعلمين، ولرئيس البلدية فراس بدحي على دعمه ورؤيته التحفيزية لجيل الشباب.

أما الفيلم الوثائقي الأخير، "وهبي عثامنة – المنعطف الأخير"، فقدّمته الطالبة سامية عثامنة، وخصّصته لتخليد ذكرى شقيقها الراحل وهبي، ضحية حادث طرق أليم. قالت سامية إن الفيلم كان صعبًا لكنه مهم، يحذّر من خطورة التهور على الطرقات، ويمنح الحياة من خلال الذكرى، ويُبقي على النبض من خلال الرسالة.

فقرة التكريم جاءت مسك الختام، حيث تمّ تكريم طلاب قسم الإعلام على تميزهم، التزامهم، وصدق عطائهم، بعد أن أثبتوا أن الكاميرا ليست فقط أداة تقنية، بل وسيلة لزرع الوعي، وتحويل الصورة إلى رسالة، والمشهد إلى قضية حيّة.