الرئيسية خاطرة

هل تربية الانسان العربي تربية انهزامية !

الدكتور صالح نجيدات
نُشر: 11/07/25 05:44
هل تربية الانسان العربي تربية انهزامية !

قال الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام :"من صفات المؤمن الورع التقي الصمود بوجه الظلم لأنه يعلم انه يصارعه ويقاومه ويواجهه بقوة الله، لأن الله عز وجل مع الحق، ولا يعرف الجبن ولا الخوف ولا الفرار ولا الانهزامية."

لا تربوا أبناءكم على الانهزامية , والانهزامية هي الشخصية التي تتمتع بضعف العزيمة وقوة الحجة وتكون قليلة العمل كثيرة الكلام , ولا تملك القوة للدفاع عن نفسها , والفشل يكون حليفها الدائم وكذلك الخذلان وكثرة الشكوى.

وتعود أسباب الانهزامية في الشخصية الى أمور كثيرة منها التربية الأسرية التي لا تربي على الثقة بالنفس , والمحرومة من العاطفة , ونتيجة الخوف في أي امتحان او معركة تخوضها تفضل الانهزام وعدم المواجه وخلق الأعذار والأسباب لهذا الانهزام والفشل , فاسرنا ومدارسنا فشلت في تربية الأجيال على الصراحة والتربية الصالحة والطموح والشجاعة .

فعلى سبيل المثال لو أخذنا الانهزامية للأنظمة العربية في حروبها مع إسرائيل وغيرها من الدول نرى ان هزيمة العرب في هذه الحروب حولوها لانتصار, وربوا شعوبهم بواسطة اعلامهم الكاذب على الكذب والدجل والفشل , وأن العرب أمة لا تنكسر ، وعندما صحوا وجدوا أنفسهم في هزيمة لا مثيل لها بالتاريخ.

الاخوة الأعزاء , الاب المنهزم الذي لا يعلم ولا يربي أولاده التربية الصالحة ولا يشكل قدوة لهم . والمدرس المنهزم هو الذي لا يعلم لأنه ليس لديه القدرة والمعرفة وهو ليس قدوة ! وإمام مسجد منهزم لانه معين من قبل السلطة فهو لا يجرؤ على الوعظ والارشاد وإنما يتلو خطبة مطبوعة ولا ينتقد الأوضاع الاجتماعية والسياسة ولا يستطيع قول الحق !

آن الأوان لإعادة النظر في كل موضوع التربية العربية من المحيط الى الخليج على ضوء الواقع والفشل والانهزامية في جميع نواحي الحياة . فالى متى تربى الأجيال العربية على الهزيمة والانكسار والفشل ؟ فالاجيال العربية محبطة من حجم الهزائم والانكسار وهذه الانهزامية أصابت الأفراد والمجتمعات والشعوب وكل ألامة .

لقد آن الأوان لإدخال التغيير في مناهج التعليم بداية من الأسرة والمدرسة والمسجد ومؤسسات المجتمع كله !

ويكفي انهزامية لقرون قد مضت ، فلقد دمروا الأجيال ، وآن الأوان ان تنهض هذه الأمة من كبوتها وفشلها وانهزاميتها عاجلا غير آجل.