العداوات الطائفية تدمر الافراد والشعوب

ان العدوات بين الأفراد والجماعات والشعوب لها اضرارا فادحة على حياة الانسان واستقراره وتطوره وعلى السلم الأهلي للمجتمعات , وقد تسبب العدوات حروب مهلكة وتدمير أجيال المستقبل والاقتصاد والبنية التحتية وتعود بالامة الى العصر الجاهلي وتقلب حياة الناس الى جحيم , وان استفحال العداوات يخرب النفوس ويشتت الناس من بيوتهم وأوطانهم ويمزق المجتمعات والشعوب ، وأشنع واخطر العداوات والحقد والبغضاء هي النابعة من اختلافات دينية طائفية مذهبية وعائلية ، وبالذات بين المذهب السني والشيعي والطائفة العلوية وغيرها من طوائف, بصرف النظر ان هذا التقسيم الطائفي الى مذاهب وفرق وجماعات مخالف لقول الله في القرآن الكريم .
هذا الصراع الطائفي بين الشعوب والدول يؤجج العدوات ويزيد من سباق التسلح الذي مصدره من الشرق والغرب ، وهذه العدوات تزرع العنف والعصبية الطائفية بالنشء جيل بعد جيل , ويلهي ويمنع هذه الدول والشعوب عن تطوير بلادهم وتقدمها ، وللأسف كم من الجرائم ارتكبت وترتكب " باسم الدين والطائفية " زورا وبهتانا , وهذه الصراعات سببت النكبات والويلات والمصائب لشعوب المنطقة وبالذات الحرب بين ايران والعراق في سنوات الثمانينات التي استمرت ثمانية سنوات وحرقت الأخضر واليابس ,وحينها قال هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا عنها :" دعوهم يتقاتلون والدولة التي تنتصر سوف نقضي عليها "وهذا ما حصل في الآونة الأخيرة , وكذلك ظهرت جماعات توحشت بالعنف والتطرف والدمار، واصبح المسلم السوي ، في نظر البشرية مشروعا إرهابيا قيد التفجير ولم يع العرب والمسلمين أن الفرقة والعداوة هي " أقوى سلاح " في جعبة أعدائهم، ونسوا الشعار الاستعماري القديم: " فرق تسد" وإن نيران العداوة والفرقة تمزق الصف الواحد، فتخور وتضعف قوى الدولة والشعب وتسقط البلاد فريسة للأعداء الطامعين، واليوم لا زال الشيعة يبكون على مقتل الحسين الذي حصل قبل 1400 سنه ويريدون الانتقام من السنة على مقتله , وينفخون في نيران الفتنة المذهبية فى مخالفة شرعية لأمر الله سبحانه بأن تتوحد كلمتهم, قال تعالى : " إن هذه أمتكم أمة واحدة "، وقوله تعالي: " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ".
إن الفتنة المذهبية التي يحاول بعضهم تأجيجها في المنطقة، ستكون لها تداعيات كارثية، ولن يستفيد منها سوى أعداء الإسلام والعروبة .
الدكتور صالح نجيدات