الرئيسية اخبار المدارس

خمسة وخمسون عامًا على تأسيس مدرسة الحكمة الثانوية – سخنين

غزال أبو ريا
نُشر: 15/07/25 20:44

خمسة وخمسون عامًا على تأسيس مدرسة الحكمة الثانوية – سخنين

بقلم: غزال أبو ريا

في مثل هذا اليوم، 15 تموز 1970، انطلقت مسيرة مدرسة الحكمة الثانوية في سخنين، لتكون منارة للعلم والفكر، ومؤسسة تربوية رائدة أسهمت في بناء الإنسان وصناعة الأجيال. واليوم، إذ نحيي مرور خمسة وخمسين عامًا على هذا التأسيس المبارك، نستحضر بكل فخر وامتنان المسيرة التعليمية والتربوية الغنية التي خاضتها المدرسة على مدار العقود.

من التأسيس إلى الريادة

بدأت المدرسة تحت اسم “مدرسة الحكمة الثانوية”، قبل أن يُطلق عليها لاحقًا اسم المرحوم جمال طربيه – طيّب الله ذكراه، تكريمًا لدوره الوطني والمجتمعي البارز.

كان الأستاذ محمد حيادري أول مدير للمدرسة، وقد وضع اللبنات الأولى لصرحٍ تعليمي بات عنوانًا للجد والاجتهاد. تلاه الأستاذ كمال طربيه، الذي واصل المسيرة بكل مهنية ورؤية، واليوم يقف على رأس إدارتها الأستاذ عبد السلام طربيه، الذي يعمل على تجديد روح المدرسة وتعزيز دورها التربوي.

كما لا ننسى أن الأب عارف يمّين تولّى إدارة المدرسة لعام واحد (2004–2005) بعد تقاعد الأستاذ حيادري، وأسهم في الحفاظ على الاستقرار الإداري خلال تلك المرحلة.

من مقاعد الدراسة إلى ساحة العطاء

لقد كان لي الشرف أن أكون أحد طلاب هذه المدرسة ضمن الفوج الثاني، حيث أنهيت دراستي الثانوية عام 1975. وعدت بعد ثلاث سنوات، في عام 1978، كمعلم بين جدرانها حتى عام 1998. وهي سنوات أعتز بها، إذ شهدت خلالها تطور المدرسة وعطاء طاقمها التعليمي، وكنت شاهدًا على تحولات كبيرة في أساليب التعليم، وانفتاح الطلاب على آفاق واسعة من التميز والتقدم.

أكثر من مؤسسة تعليمية

لم تكن مدرسة الحكمة مجرد مؤسسة تعليمية، بل كانت بيتًا ثانويًا للأجيال، ومصدر إشعاع علمي وفكري. فقد خرّجت على مدى السنوات أجيالًا من الطلاب والطالبات، الذين التحقوا بمؤسسات التعليم العالي، وتوزعوا على مختلف ميادين العمل والعطاء، وأصبحوا من القيادات والمبدعين في مجتمعنا.

هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا إخلاص المعلمين والمعلمات، الذين بذلوا جهدًا صادقًا في تعليم وتربية أبنائنا. نترحم على من غادرنا منهم إلى دار الحق، ونسأل الله أن يُطيل بعمر من لا يزال بيننا ويُبارك في عطائهم المستمر.

محاولات سابقة وتاريخ طويل

قبل تأسيس المدرسة عام 1970، كان طلاب سخنين يتوجهون للتعليم الثانوي في الناصرة، والرامة، وكفر ياسيف، وعكا، ونتقدم بالشكر والتقدير لكل المؤسسات التعليمية التي احتضنت أبناءنا خلال تلك الفترة.

ومن الجدير بالذكر أنه في عام 1951 جرت محاولة أولى لتأسيس مدرسة ثانوية في سخنين، لكنها لم تُكلّل بالنجاح لأسباب تتعلق بالظروف السياسية والموارد المحدودة في تلك المرحلة.
ولو قُدّر لهذه المبادرة أن تنجح آنذاك، لكان لها بالغ الأثر في تغيير مسار سخنين على أكثر من صعيد؛ فقد كانت ستشكل نقلة نوعية في المشهد التعليمي والثقافي للبلدة، وتفتح آفاق التعليم العالي في وقت مبكر أمام جيل كامل، مما كان سينعكس على تطور الحياة المجتمعية والاقتصادية.


علاقات مع بلدات الجوار.

مدرسة الحكمة احتضنت أيضًا طلابًا من بلدة كوكب أبو  الهيجاء،عرابة،دير حنا،المغار وشعب، وما يخص طلاب  كوكب حتى عام 1988 ، انتقلوا لعبلين  واليوم والحمد لله  في كوكب مدرسة ثانوية مع تميز بإدارة الاستاذ يوسف  منصور  ومدير المدرسة الاعدادية  رياض خليل، طلاب كوكب ومن قرانا كان لهم بصمة مميزة في التحصيل والسلوك، مما أضفى تنوعًا وتكاملاً على نسيج المدرسة. كما لا ننسى الإشارة إلى المعلم القدير قاسم أبو الهيجاء، الذي درّس في المدرسة وأسهم في إثراء المسيرة التربوية.

كلمة ختام

إن مدرسة الحكمة ليست فقط مؤسسة تعليمية، إسوةً بباقي مدارسنا وأطرنا التربوية، بل هي شاهد حيّ على تطور مدينة سخنين وتقدمها، وستبقى بإذن الله منارة للعلم، تُنير درب الأجيال القادمة.

كل التحية لكل من أسهم، وعلّم، وربّى، وساهم في بناء هذا الصرح العظيم.