الرئيسية خاطرة

ثقافة المشاركة في الإحتجاجات

غزال ابو ريا
نُشر: 21/08/25 21:42
ثقافة المشاركة في الإحتجاجات

إنّ المشاركة في الاحتجاجات هي صوت  الجماعة حين يُصادر صوت الفرد. هي تعبير حضاري عن رفض واقعٍ غير عادل، ورسالة واضحة بأنّ السكوت لا يعني الرضا. فالاحتجاج ليس مجرد تظاهر في الشارع، بل فعلٌ ديمقراطي يرسّخ الوعي  الجماعي، ويمنح الناس فرصة للتأثير في مسار القرارات والسياسات. وحين نشارك، فإننا نؤكد أنّ التغيير يبدأ من الحضور والمطالبة، وأنّ الحقوق لا تُمنح بل تُنتزع عبر موقف  جماعي مسؤول.

 هذا وكتب دافبد جروسمان"  أشارك في مظاهرة، أو أوقّع على موقف سياسي، تتجسّد أمامي صورة رجل وحيد وقف لسنوات طويلة أمام البيت الأبيض، رافعًا لافتة صغيرة ضد حرب فيتنام.
كان يقف هناك كل يوم جمعة، بصمت وإصرار، وحيدًا في وجه عالمٍ يموج بالقسوة.

اقترب منه صحفي يومًا، وسأله بسخرية لاذعة:
“ألا تظن أن احتجاجك هذا سيغيّر العالم؟”

ابتسم الرجل، وأجاب بكلمات خالدة:
“لا، أنا لا أحتجّ كي أغيّر العالم… بل كي لا يتمكّن العالم من تغييري.”

أحيانًا، لا يكون النصر في تغيير الواقع، بل في الحفاظ على قلوبنا حيّة، وعلى إنسانيتنا صافية، رغم كل ما يحاول أن يقتلعها."