مني حزب العمال البريطاني برئاسة رئيس الوزراء توني بلير بهزيمة مدوية في الانتخابات المحلية التي جرت الخميس 4
5
2005 في انكلترا, مؤكدا بذلك التوقعات الاكثر تشاؤما بخسارته اكثر من 200 مقعد، وتعرضه لنكسة فعلية في لندن في مواجهة حزب المحافظين
وبعد اعلان النتائج في 144 من اصل 176 مجلس محلي ضمن الانتخابات امس التي شملت 23 مليون ناخب في انكلترا حصرا, تبين ان العماليين فقدوا السيطرة على 13 مجلسا وخسروا 211 مقعدا لاعضاء المجالس المحلية, فيما فاز المحافظون برئاسة ديفيد كاميرون ب236 مقعدا في هذه المجالس وسيطروا على ثمانية مجالس جديدة
لكن هذه النتائج قد تظهر نكسة اكبر لحزب العمال اليوم الجمعة 5-5-2006 مع اعلان النتائج النهائية لا سيما في اخر 32 مجلسا في الاحياء اللندنية
وبعدما كان العماليون يسيطرون على 15 من هذه المجالس منذ 2002, خسروا ستة منها خلال الليل لا سيما هامرسميث وفولهام في غرب العاصمة وكامدن في الشمال
وكان حزب العمال يهيمن على هذين المعقلين منذ السبعينات
واحتفظ الحزب بالسيطرة على المجالس في منطقة شعبية جدا بجنوب شرق العاصمة لكنه خسر 11 مقعدا لصالح "بي ان بي", تنظيم اليمين المتطرف العنصري
وفي ما يشكل نكسة اخرى لحزب العمال في لندن, قد يخسر ايضا في احد معاقله, تاور هامليت, حي المهاجرين الباكستانيين والبنغاليين في شرق العاصمة
ويبدو ان حزب جورج غالاوي, النائب العمالي السابق الذي استبعد عن حزب العمال بسبب انتقاداته الشديدة لتوني بلير ومعارضته للحرب في العراق, سيفوز في هذه المنطقة
واذا كان المحافظون بزعامة رئيسهم الشاب ديفيد كاميرون (39 عاما) حققوا تقدما صباح اليوم الجمعة بفوزهم باكثر من 200 مقعد فان فوزهم ليس كاملا
ورغم حملة مكثفة في المدن العمالية الكبرى في شمال انكلترا, فانهم لم يتمكنوا من الحصول على اي مقعد في المجالس المحلية في مانشستر ونيوكاسل وليفربول, المعاقل التقليدية لحزب العمال او الليبراليين-الديموقراطيين
التعديل الوزاري:
وبحسب كل المحللين, فان هذه الانتخابات المحلية كانت تعتبر خاسرة مسبقا لحزب العمال والترقب الوحيد كان يتعلق بحجم هذه الهزيمة ومدى التعديل الوزاري الذي سيتبعها
وهذا التعديل الوزاري الذي اعلنت عنه الصحافة منذ ايام اكده وزير العلاقات مع البرلمان جيف هون لكنه لم يكشف تفاصليه
ويعتقد ان التعديل الوزاري سيشمل وزير الداخلية تشارلز كلارك الضالع في قضية الافراج عن 1023 من مرتكبي الجنح الاجانب بدون طردهم ونائب رئيس الوزراء جون بريسكوت الذي تتصدر اخبار علاقاته الغرامية عناوين الصحف الشعبية
لكن الانظار تتجه ايضا نحو توني بلير ومسالة تنحيه من منصبه
وكان رئيس الوزراء اكد حتى الان انه سيكمل ولايته الثالثة حتى نهايتها لكن هناك مطالبات منذ فترة طويلة برحيله المبكر عن السلطة وتسليمها لوزير الاقتصاد غوردون براون
في هذا الوقت, اظهر استطلاع للرأي بثت نتائجه هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" اليوم الجمعة ان نصف البريطانيين (50%) يرغبون في مغادرة توني بلير داونينغ ستريت بحلول نهاية العام 2006 على ابعد تقدير
واعتبر 36% من الاشخاص الذين استطلعت آراؤهم ان بلير يجب ان يتخلى عن منصبه كرئيس للوزراء فورا مقابل 14% يرغبون برحليه قبل نهاية 2006 فيما اعتبر 23% انه يجب ان يبقى في منصبه حتى 2007 وبعد ذلك ان يسلم المهام لبراون