دلال هي الطفلة المسكينة التي بقيت
من أفراد عائلة قضت تحت أنقاض بيت فجّر
بصواريخ الجيش حيث كانت في حينه
خارج البيت
زارت أنقاض البيت بعد
أسبوعين من التفجير لتجد لها مفاجأة
تنتظرها,قطتها التي نجت من الردم تبحث عن
أهل البيت وكان اللقاء الحار بينهما
يا دلال!!!
أنت عنوان القصيدة!!!
أنت فجّرتِ المُحال
أنت أقلام الجريدة
وما يُدوّن ُفي المقال
أنتِ الجواب:لمجلس الأمن
وقد عَظُمَ المصاب!!!
على قدره وجب العقاب!!للذئاب
مُلهبين القلب بالزلزال
على نقاء سريرك
استلقت الزانية ُ
شدّها الشبق الغريب لتنتشي
وتنسِف البيت وما فيه
يغيب! عن السِجال
أنتِ ربيع الموت
تسعفين الجرح!!والعين سُجُولٌ
تسقي بها !!براعم داستها النعال
عيناك إشعاع التحدّي
وفكرك تُدميه المجازر
بسيف نازي ٍعلى الأرض الحلال
صُعقت لدمعتك السنين
وشمّرت وتوعّدت أيامُها بالسلم كنس الاحتلال
كم هزك الجمر الذي في القلب
تطفئه بسمة ثغرك المكحّل بالجمال
والتقيت ِبقطتك الضائعة الضامرة
خرجت من الموت لتحكي
ما لا يصدقه الخيال
افتقدت لها سنّان
من صاروخٍ نال منها
وهوت جاهلة الأحوال
واشتكت لله عن وحش ٍ
تمرّغ بالقمامة فجّر البيت
ليحظى بما تحويه السلال
لم تشأ أن تترك البيت
الذي عاشته في دفئ الوصال
جاءتك في ظلمة الزمن الرديء
لتحضنيها هدية الأهل لتبقى
أنسا لك بالروح سال
اشتمت روائحك المتضمخة الجريحة
فانتشت بالحضن من سَغَب الظلال
الصبح يبتلع النجوم
ثم يمضي بنجمة الصبح دلال
إلى الشروق بعد ليل طال عمره
يمضغ النوم ويجتر المذابح والقتال
يا دلال!!!يا دلال
يا سُنبلة القمح المكنّز
بقيت ِفي حقل ٍ أرادوه مُحال
مُثقلة الحب النقي
وتشمخين إلى السماء لتسأليه
كيف يكتمل الهلال ؟؟
ارتويت من دمع الأسى
لتكبرين وتبلغين!!!يلاحقك السؤال
عن الشراسة والتياسة!!!!!
عن البطش الضروس المُجَسِّد ِعنف الاحتلال
عن المذابح والمجازر
عن المدارس والمساجد والدوازر
عن خفا البيوت على العيال
منك السنابل أينع الحب بها
والأرض أخصبها الدماء
روت سهولك والجبال
ليطر طر الحقل المُلغم!!! بالسنابل
يموج على نغم الغِلال
والبحر يناجيه النسيم
يقبّل الأرض بأمواج تعود له حبال
لا شوك فيه لا غريب من النبات
الحقل حقلك وما عداه إلى الزوال
ويذوب بالفرح السؤال
لم يعد على هذه الأرض مجالاً للنزال
وتبتسمين للحياة يا دلال !!!!!!!!!!