اللون الاحمر بين الشيوعية والحزب الشيوعي الاسرائيلي !
رد على مقالة ملهم داموني – ولا تبقى في الوادي سوى جبهتا
قرأت مقالة ملهم داموني قبل ايام قليلة على موقع العرب, في مهاجمته للتجمع الوطني الديمقراطي ودفاعه عن الحزب الشيوعي الاسرائيلي والجبهة بعدها , ولا بد فتح الموضوع من اوله , من منطلق " حق الجمهور ان يعلم " , خاصة ان الكاتب كلف نفسه تحمل مسؤولية تعميق الموضوع وادخاله ضمن المرحلة التاريخية وتطورها , والتي لا غنى عنها لبحث وجودنا اليوم ومستقبلنا
في البدء اشكر الكاتب ملهم داموني لسخريته من ناحية واخد الموضوع بجدية من ناحية اخرى , فلا يشترط في الكاتب ان يكون " مكشرا-غاضبا" , وبالاضافة اسعدني خلطه" شعبان برمضان " وهنا لا اعاتبه بل اقبل تحديه بلطف رغم عمله على تخييب املنا كشعب ودون ان يكتب ان مسيرة الحزب الشيوعي المتعرجة بحاجة الى مراجعة, نقاش وبحث
يأتي ملهم داموني في ال 2009 , ليتهم التجمع الوطني في مهاجمة الحزب الشيوعي بأتهامات زائفة واكاذيب واضحة , لن اتهمك بتضليل الجماهير ولكن الا تعلم وانت الباحث في التاريخ , ان الحزب الشيوعي كان يحارب اي فئة تعتز بعروبتها ورابطها القومي , فمن الذي كان يهاجم حركة الارض ويتهمهم بالمغامرين ؟ وحركة ابناء البلد غير واقعيين ؟؟ والحركة التقدمية عملاء ؟؟؟
فيا رفيقي , افتح لك المجال هنا الادخال بعض الفيزياء بالسياسة , فلا مانع لدي في ادخال قوانين الفعل ورد الفعل حتى في مأساة شعبنا ومأساة حزبكم !
يأتي الكاتب في ال 2009 , ليتهم التجمع ان هجماته على الحزب الشيوعي الاسرائيلي اشرس من هجماته على الاحزاب الصهيونية , فمن يا رفيقي الذي دعا للتصويت للاحزاب العربية في التسعينات وحتى ال 2006 ؟ ومن الذي يدعي بأستمرار لوحدة الاحزاب العربية ؟ قطعا ليس حزبك الموقر , فحزبك اليوم "يرفض الوحدة بين الاحزاب العربية على اساس مبدئي " كما قال الجندي السابق סמ"ר دوف حنين
يتهم الكاتب التجمع بتسويق نفسه على حساب الغير لضعف المبدأ , وهشاشة الموقف , وبحق انها جملة وموقف" للضاحكين فقط" , ونوعا جديدا من التهريج لا يصل حتى للمستوى المطلوب , فهل يرفض الكاتب مشروع المساواة القومية والمدنية , دولة المواطنين ؟ حق الاقليات في تنظيم نفسها وصيانة انتماؤنا القومي ؟ وان حق العودة دائم وابدي لا يجوز لاحد التنازل عنه ؟
يعود الكاتب لينظر في التاريخ , نظرة مشوهة في تاريخ مشلول , "ليتهم " الحزب الشيوعي الاسرائيلي بمحافظته على الهوية الفلسطينية للاقلية العربية الفلسطينية المتبقية على ارضها , وللرد هنا لن اذكر التهاني التي كانت تنشرها الاتحاد في يوم الاستقلال وصدورها بطبعة زرقاء حتى عام 1982 , او اناشيد التكفا واعلام الدولة في مؤتمرات الحزب , او فلنر القيادي الموقع على اتفاقية الاستقلال , او الازدواجية حتى يومنا هذا فاعلام فلسطين في ام الفحم وفي نادي الحزب في تل ابيب علم اسرائيل شامخ , لكنني سأناقش فكرة الحزب في دمجنا داخل المجتمع الاسرائيلي ( اهلين اسرلة )
يا رفيقي , ان الحزب الشيوعي الاسرائيلي خلال اعوام السلام الزائف لم يؤخد موقفا الا وللصدق كان داعما بشدة للاتفاقيات بكثر ما كانت مزلة , فهمش بذلك عرب الداخل بعدم اعتراضه ولو لمرة , على عدم ذكرهم, واعتبر نفسه يسار اسرائيلي على طول المسيرة وبتأييده المطلق لطرح دولتين لشعبين ( القارئ للطرح يستنتج سخريته وسطحيته في نطاق مسألة شديدة التعقيد , فلكل شعب دولة –دولة الشعب الاسرائيلي ودولة الشعب الفلسطيني, فأبن باقة الغربية اسرائيلي وابن عمه في باقة الشرقية فلسطيني , قرائة سخيفة بمعزل عن الصراع الاستعماري مع الامة العربية ومنع توحيدها هذا من ناحية , وكيف ينسجم هذا الطرح مع خطاب ليفني بدعوتها للعرب القوميين ان بامكانهم بعد عملية السلام تحقيق حلمهم القومي بالذهاب الى الدولة الفلسطينية؟ ) ,فصحي لك "الان بالذات " ان تناقش الامور بطريقة اخرى
افضل ما في الكاتب انه موجود , "فيكشف" امورا لا بد للمواطن البسيط ان يكشفها , رغم ازمة معجمه الخاص , فيا كاتبنا , مصطلح" قومجي" لا يجوز ذكره في مناقشة التجمع , فالتجمع حزب وطني قومي ديمقراطي يحمل مشروع تحرر وليس متعصبا لقوميته – للتوضيح فقط
يهاجم كاتبنا, حنين زعبي , ويحشو كلمات مثل تعجرف وتغطرس بمناسبة وبدون مناسبة , وبفهم وبدون فهم ليصف اي شيئ لا يعجبه , فهل مشكلة حنين زعبي ان الجبهة اعتبرت حكومة حماس المنتخبة , حكومة انقلابية , ووصفتهم بالزعران والانقلابيين والظالميين ؟ واعتبار ابو مازن على طول مسيرته الرئيس الشرعي للشعب الفلسطيني ؟
يتحدث الكاتب عن الشراكة العربية اليهودية , وللعلم هذا شيئ لا نرفضه في التجمع , فكل من يساند مشروعنا الديمقراطي فهو منا , فالشراكة يا رفيق ليست "تصفيت كراسي" , والشراكة العربية اليهودية ليست مع تمار كوجانسكي ودوف حنين وغوغين وفلنر , فهؤلا كغيرهم يعتبرون اليهود شعب الله المختار واكثره نغاشة وخفة دم
فالشراكة دائما هي بين الانسان واخيه الانسان , اما تشبيهك للصراع هنا والحاله الامريكية لربما يكون جيدا من نواحي عديدة , ام من ناحية ديمقراطية فأمريكا التي تقتل وتبيد في العراق لا تعرف شيئ عنها , وبما انك ذكرت البيض والسود فلمذا لم تذكر الهنود اصحاب الارض الاصليين , ويا خوفي انك من نسيانك هذا ان تنسى معهم ايضا من هم في مخيمات عين الحلوة والنبطية والرشيدية والبداوي !
يتهم الرفيق ان التجمع هو حزب الرجل الواحد , متناسيا ( عمدا او من غير عمد ) ان في قيادة الجبهة لا يسلم المنصب الا بعد عشرات السنين , فارحم قارئيك , ففي التجمع لا نعرف التزكية او شبه التزكية !( ونفتح المجال هنا لمراجعة الاوضاع داخل الجبهة على مستوى كنيست وبلديات, اما مناقشة من هو الجسم الاقوى شعبية فهي ليست هنا بل في صندوق الاقتراع)
لن ادخل كثيرا في موضوع د
عزمي بشارة , فالدكتور رئيس لمؤتمر القوميين العرب لعام 2008 , ولن اتكلم عن قطر –اكبر قاعدة عسكرية لامريكا في الشرق الاوسط , وصاحبة انجازات المصالحة اللبنانية ومؤتمر الدوحة من اجل غزة ومقر قناة الجزيرة , وان الجبهة صديقة ابو مازن وابو مازن صديق اسرائيل واسرائيل تقول لابو مازن : abo mazen is my _______
بل خطابنا اليوم في التجمع , خطاب ثوري تحرري , اول من نخاطبهم هم ابناء شعبنا من ضمنهم كوادر الجبهة , فنحن اليوم لا نقدس الحزب بل نقدس الحق والمصداقية , لا نكرس الطائفية السياسة ونسخر من جمهورنا ان جميع الجماهير ممثلة (لدى الجبهة اول مسلم الثاني مسيحي الثالث يهودي ) او نعزز القبلية ونستهزئ بشعبنا ( ام الفحم الى الكنيست ) او ندعي التحرر ومساواة المرأة ( لم ترشح الجبهة او الحزب الشيوعي اي امرأة في مكان مضمون ), بل ندعي ونفعل بحق , فالوقت العصيب بحاجة ماسة الى تجمع , فهوية قومية ومواطنة كاملة
ولن نرضى بأقل , طبعا تجمع