دعي قلبي على ما فيهِ من ذكرى حُرمناها
إلى أبدِ الزمانِ
وأنتِ يا أعيادَ ماضينا
وداعاً يا سنا دنيا تحرَّقَ في حناياها
دمي
يا هولَ ما فعلَتهُ طولَ هوانها فينا
وشيطانيَّةٌ دنياكَ يا قلبي
لها طبعُ التي أحبَبْتَ
أبسَطُ وصفها يُصبي
سألثمُ عبرَ صبحِ الحزنِ ضحكتَها الضبابيَّةْ
فما زالتْ تُرفرفُ في عيوني
آهِ لولاها
لما أبصَرْتُ إنساني
وما عذَّبتُ شيطاني
وتبني ألفَ عُشٍّ للعصافيرِ الخريفيَّةْ
دعي قلبي على ما فيهِ من شُعَلٍ وحرِّيةْ
فراشةُ قلبكِ المائيِّ قد يئسَتْ
على شرخِ الصبا من عالمِ الشمسِ
ولكنِّي بما أوتيتُ من حُبٍّ وإيـمانِ
يميناً سوفَ أنقذُها
وأطردُ نزعةَ الشيطانِ من نفسي
ومنها
ثمَّ أغسلُ بالكواكبِ من زواياها
دجى الآلامِ والنكباتِ
كيْ يَفنى ويُفنينا
دعي قلبي فكُلُّ ندائهِ الآتي
سيسلكُ دربَ ماضينا
سأصرخُ يا فراشةَ قلبكِ المائيِّ
غيبي ملءَ أشعاري
بلا قلَقٍ
وذوبي في حروفِ الليلِ
وانسكبي بأنهاري
وراءَ مجاهلِ الأحلامِ والأبنوسِ والغارِ
فإني قد عرفتُ رفيفَكِ الأحلى على صدري
وعانَقتُ ارتعاشَ النجمةِ الحُبلى على الفجرِ
بغيرِ فمٍ أُقبلُّها وأعجنُ جسمَها الثلجيَّ في ناري
وأمشي نحوَ شمسِ غدي بلا قدمٍ
أطيرُ
كأنني العنقاءُ ترفعُ هوَّةَ العدمِ