الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 14 / نوفمبر 22:02

قسم اليمين يؤكد الأنفصام في شخصية


نُشر: 20/02/09 16:32

* الثمن النفسي والضميري لهذ العضو العربي الممثل للأحزاب الوطنية , قد يكون غالياً جداً


لا يختلف اثنان ان المنصب والقيمة والرفعة الأجتماعية لعضو الكنيست العربي في اسرائيل تحتل مركزاً مرموقاً داخل المجتمع العربي في البلاد, للأسباب كثيرة من بينها العدد المحدود جداً لهؤلاء الأعضاء داخل البرلمان الأسرائيلي

هذا العدد لايتجاوز عدد اصابع اليدين بين كل دورة واخرى

اما السبب الأهم الذي يمنح هذا المنصب مركزه وثقله, كونه يتصدر كل المناصب والمواقع السياسية والأجتماعية التي بأمكان المواطن العربي بلوغها في دولة عنصرية مثل اسرائيل


الطرق والدروب امام المواطن العربي مغلقة , مسيجة بسياج عنصري, حديدي, يحد من طموح وتطلعات هذا المواطن الذي يشعر ان اهدافه عسيرة امام نهج يمنعه من الوصول الى اعلى الدرجات في سلم الوظائف والمناصب ذات القيمة والأهمية السياسية والأجتماعية, هناك قلة ممن استطاعوا ان يفلتوا من هذا الحصار العنصري , ومنهم من وصل بطرق التفافية عبدتها لهم الجهات والأحزاب الصهيونية مدعومة بألاجهزة الأمنية الخاصة, على الرغم من تطويق المواطن العربي بالقوانين والأساليب العنصرية, لكن اصرار هذا المواطن على تمسكه بحقوقه اوصل العديد من المواطنين الى الكنيست, خاصة من الأحزاب والحركات الوطنية, رغم التردد والنقاش لدى قطاعاً كبيراً لدى الموطنين العرب حول مصداقية هذه الخطوة ومدى جدواها الوطني وهل هناك "شيزوفرانيا  فلسطينية " عندما يقف هذا العضو العربي  الوطني, الى جانب اعضاء الأحزاب العنصرية, اليمينية , الفاشية


انها لحظات صعبة لهذا العضو العربي الذي كان يصول ويجول في الشارع قبل وصوله للكنيست حاملاً  العلم الفلسطيني والهم الفلسطيني مؤكداً على الثوابت والقضايا الفلسطينية المزمنة

كنا نتساءل ماهو شعور العضو عندما يردد ويعيد نص القسم وراء سكرتير الكنيست, كي يصبح عضواً في الكنيست بصورة رسمية


لا نعرف كيف يتم تفريغ هذا البالون الوطني في لحظة واحدة امام قسم اليمين؟  وهذه السنة سوف يفرض على اعضاء الكنيست تغيير نهج هذا القسم وعلى الاعضاء العرب الأذعان , في الماضي كان سكرتير الكنيست يقوم بقراءة قطعة من وثيقة الأستقلال , ويؤكد من خلال هذه القراءة على صهيونية الدولة وانها لليهود فقط , وما على العضو العربي الا ان يردد وراء السكرتير كل كلمة يقولها


اما في هذه الدورة الجديدة فقد تغير نهج هذا القسم وأزداد عمقاً في الصهيونية , اذ يصرون  على احراج اعضاء الكنيست العرب اكثر , حيث سيرددون القسم نفسه من المصدر الأصلي وهو اساعمهم تسجيلاً من قبل اول رئيس وزراء لأسرائيل  عندما اعلن عن قيام الدولة , يوم 15 ايار 1948 في اوج احداث النكبة, فقد قرأ بن غوريون وثيقة الأستقلأل على الملأ, ويضاف اليها بعض الأيات من كتاب "تهليم "


الثمن النفسي والضميري لهذ العضو العربي الممثل للأحزاب الوطنية , قد يكون غالياً جداً, لأن مستوى التناقض بين الوجود في الشارع الوطني واجندة الحزب وفكره ومبادئه وبين دائرة هذا القسم وما يردد من وضوح واسرلة ورضوخ, تضع هؤلاء الأعضاء في خانة من التساؤلات لايحسدون عليها , نعرف ان اعضاء العرب القدامى قد تخدوروا واستسلموا لهذه الطقوس البرلمانية , اما الأعضاء الجدد الذين  صالوا وجالوا اثناء مرحلة الدعاية الأنتخابية , سيعرفون ان هناك بوناً شاسعاً بين واقع عضو العربي في الكنيست وبين واقعه في الشارع

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.74
USD
3.94
EUR
4.74
GBP
329862.19
BTC
0.52
CNY
.