أبداً ما فهمتِ أشواقَ قلبي
قد تناهى بمقلتيكِ الغباءُ
أنت ما أنتِ ؟ لم أجدْ في حياتي
روحَ ذئبٍ تقمَّصَتها الظباءُ
أنتِ لم تعبئي برقَّةِ إحساسي
وصعبٌ على الجمالِ الحياءُ
قرِّبي من دمي فأنتِ سؤالٌ
هائمٌ
لا تُجيبُ إلاَّ الدماءُ
قرِّبي وامسحي سماواتِ عينيَّ
مثلما يمسحُ الظلامَ الضياءُ
وسديمُ الضبابِ بينَ يدينا
يتنـزَّى كأنَّهُ أضواءُ
فرَّتِ اليومَ عذرةٌ وهواها
من ضلوعي
وفرَّتِ الصحراءُ
لمْ أعُدْ حالماً فقدْ هبَّ قلبي
من دجاهُ ولمْ تعُدْ أشياءُ
******
قدْ سئمناكِ مرَّةً بعدَ أخرى
مثلما تسأمُ النجومَ السماءُ
وشربناكِ جُرعةً من نبيذٍ
يذبحُ القلبَ دونَها الاشتهاءُ
*******
وردةٌ أنتِ في شغافِ فؤادي
شوكُها قاتلٌ
وعمري فداءُ
نبضُ شعري المُراقُ همسُ جريحٍ
في المزاميرِ والليالي مُضاءُ
أنتِ ما أنتِ ؟ قِبلةٌ للقوافي
ولحُلمي الرياحُ والأنواءُ
واحتراقُ الرؤى على كُلِّ سفحٍ
وفضاءٌ
تُلوِّنُ العنقاءُ
ورمادُ الخطى وراءَ المرايا
وأمامي
وطعنةٌ نجلاءُ
كُلُّ ما بينَ خصرِ وردٍ وديكِ الجنِّ
سيفٌ لعشقنا واشتهاءُ
إنَّ ما بينَ أغنياتِ الروابي
ويدينا ترِّفُ جنةٌ خضراءُ
وصباحٌ خضيلُ شوقٍ تدَّلى
من عيونٍ تبوحُ لي
ومساءُ
جئتُ أمشي على مياهِ اشتياقي
لكِ
والحُبُّ لعنةٌ هوجاءُ
وأُذيلُ الضلوعَ في كلِّ يومٍ
لسيوفِ الرموشِ
فهيَ قضاءُ
كُلُّ ما في دمي صُراخٌ عنيفٌ
دونَ مغزى
ولَهفةٌ ونداءُ
وانكسارٌ على متاهاتِ عينيكِ
ونارٌ تربُّ مهجتي
زرقاءُ
*******
أنتِ في خاطري جحيمٌ مُقيمٌ
وأنا الفراديسُ والأنداءُ
وربيعُ الرؤى وحلمُ السواقي
وشموسٌ يجُنُّ فيها الشتاءُ