* (النثرية التي ألقيت في مهرجان التضامن مع النائب محمد بركة مساء الأربعاء 25/3 في شفاعمرو)
لست وحدك
لست وحدك
الوطنيون معك
والجبهويون معك
وحملة المطارق والمناجل معك
أنصار جيفارا معك، وأبناء علي وأحفاد أبي ذر معك
نسور الجليل وبلابل الكرمل معك
وتهاليل الأمهات ومهاهات النساء وضحك الأطفال وأحلامهم الخضراء معك
والمنغرسون في البطوف ومرج بن عامر وسهل طرعان ووادي عارة ورمال النقب معك
وبرقوق صفورية وسنديانها ونبعها، وزعتر ميعار وزيتونها وبير الصفا معك
وجماهير 30 آذار معك، وكنائس الناصرة وأسوار عكا معك، والشعب معك والله معك
إن يتهموك يتهموا مليون وثلاثمائة ألف عربي، وإن يحاكموك يحاكموهم، فأنت درع لهم وهم درع لك، فلست وحدك
لست وحدك
فأبوك معك وقطر الندى معك، وأشعار الزياد والدرويش والقاسم وقصصي معك
ولغة الضاد التي حالوا أن يبتروها، فأطلقت شداً ونثراً ملأ الدنيا أملا
معك
لحمنا ليس طريا، وضيعتنا ليست صغيرة
تعمدنا بالنضال
بالعرق
بالمظاهرات
بالإضرابات
ظهورنا من صخر حطين
أقدامنا ثابتة على الأرض
مرفوعو الهامات
منتصبو القامات
لن نلين
ولن نلين
وأنت ابننا البار وأخونا الكبير وقائدنا وممثلنا
فلست وحد
لست وحدك
السيد مزوز فهمان وحكيم وشاطر، وشطارته مثل شطارة جحا، يتمرجل على خالته زوجة أبيه، يترك الجاني ويحاكم الضحية
هل هي نكتة أن تصفع شرطيا بإصبعك؟
فأي إصبع هذه؟
لا إصبع عنترة
ولا إصبع سبارتاكوس
ولا إصبع من أصابع الميثولوجيا اليونانية
ولا إصبع شمشون
بل إصبع بركة
ويا لها من بركة
لعلها الأصبع الوسطى
يضربونك ويتهمونك، يعتدون عليك ويشتكونك، ضربني وبكى وسبقني واشتكى
وقلم مزوز سريع، والرجل فهمان وحكيم
فماذا يريد أن يحاكم
؟
هل يرغب بمحاكمة التمييز العنصري الذي تمارسه المؤسسة ضدنا منذ واحد وستين عاما؟
هل يحاكمون التمييز ضد أطفالنا
ضد عمالنا
وضد طلابنا
ضد مثقفينا
ضد فلاحينا
ضد قرانا
ضد مدننا
ضد سلطاتنا المحلية؟
هل يحاكمون تهميشنا؟
هل يحاكمون محاولاتهم لترحلينا؟
هل يحاكمون الترانسفير ورغبتهم في قلعنا من جذورنا؟
أم يحاكمون صمودنا وبقاءنا وانغراسنا في وطننا، ويحاكمون حبنا للحياة للوطن؟
يا سيد مزوز وأنت حكيم وفهمان، لماذا لا تحاكم العنصريين؟
لماذا لا تلاحق هؤلاء الذين يطلقون التصريحات العنصرية صباح مساء؟
هؤلاء الكهانيون يغيرون على بيوتنا
وهوائنا
وخبزنا وأنت صامت
يشتموننا وأنت صامت
يسرقون بسمة أطفالنا وأنت صامت
يسلبون الندى والزهر والعشب الأخضر وأنت صامت، وأنت رجل فهمان وحكيم,
فيا الـ مزوز:
عن هذا الوطن لن نزوز (عن العبرية- لن نتحرك)
وعن حقنا لن نزوز
فما رأيك أن تلفلف الطابق، خير لنا وخير لك؟
محمد علي طه