لا يزال اسم ايهاب يوسف جروس من مدينة شفاعمرو مجهولا لدى الجمهور العربي بشكل عام ولدى جمهور الرياضيين العرب بشكل خاص، خصوصا وهو يمارس رياضة ليس لها شعبية في المجتمع العربي، بل تمارس بشكل فردي وبدون علاقة للمباريات، إيهاب ابن الثالثة والعشرين يحتل اليوم المكان الثاني في إسرائيل ويستعد للسفر الى قبرص للأشتراك في نهاية الشهر الجاري في سباق دولي للدراجات الهوائية، كذلك فهو مؤهل اليوم ليكون عضوا في الفريق الأولمبي الإسرائيلي وذلك أن الفريق يضم عادة الثلاثة الأوائل في هذه الرياضة
يقول ايهاب عن هواية ركوب الدراجات "اقتنيت دراجة للّعب عليها في الحارة وبعدها بدأت أصلح الدراجات وفي سن الخامسة عشرة بدأت أمارسها كهواية ولمسافات طويلة
بعدها وقبل حوالي ثلاثة أعوام أشار علي بعض الرياضيين اليهود الذين عرفتهم خلال سفري على الدراجة أن أدخل الى الأنترنيت لأشترك في نادي هواة ركوب الدرّاجات في اسرائيل، وهكذا انضممت لهم، وما لبثت أن بدأت الإشترك في مسابقات قطرية، كان اولها سباقا في مطلع عام 2003 وهو سباق في مناطق وعرية لمسافة تسعة كيلومترات، فاحتللت المكان السادس والأربعين بين أكثر من مائة متسابق، ولكن هذا لم يكفني فقد انطلقت في قرار أن اصبح رياضيا مهما في هذا المجال، وبدأت أشترك بتدريبات مكثفة في نادي في كريات بنيامين، ومن هذه التدريبات السفر على الدراجة الهوائية من شفاعمرو الى مستشفى هداسا عين كيرم مرتين في الشهر ذهابا وإيابا، كذلك السفر من المطلة الى إيلات مرتين في السنة والركوب اليومي لأربع ساعات
الدراجة التي يستعملها ايهاب تصل سرعتها الى 60 كيلو مترا في الساعة وهذا يتعلق بسرعة الهواء وظروف الطقس ايضا، وهي مصنوعة من معدن خفيف جدا ( التيتانيوم ) كذلك فأن الأطار الأمامي مركّب بشكل مختلف عن الدراجات التقليدية ، كذلك فأن فيها مضخة زيت للفرامل، وهي غالية الثمن لم يرد ايهاب ان نذكر ثمنها ولكنها بعشرات الاف الشواقل، في سنة 2005 حصل ايهاب على المكان الثاني في اسرائيل وحصل على ميداليات وكؤوس كثيرة في مسيرته هذه، وزن ايهاب هو 65 كيلو غراما وطوله 177 سم، وعن الإستعداد للمباريات يقول إيهاب " قبل المباريات بأربع ساعات أتناول النشويات وذلك من أجل أن يكون الجسم مشحونا بالطاقة وكي لا تنقبض العضلات أثناء عملية الركوب، أما تناول البروتين قبل المباريات فهو غير محبذ ويؤدي الى تشنج عضلات، عن هذه الرياضة بين العرب يقول "إنها شبه معدومة، لا أعرف عربا يشاركون في مباريات بالدراجات، أعرف ثلاثة من الناصرة سافروا الى ايلات على الدراجات ولكن هذا كان على مدار ثلاثة ايام، ايهاب قطع المسافة من المطلة الى ايلات في عشرين ساعة وثماني دقائق تخللتها استراحة لربع ساعة خمس مرات، ويجري السباق هذا من منتصف الليل من المطلة الى ايلات وبحراسة امنية
ويقول ايهاب عن تجربته أنه قد يسافر من شفاعمرو الى القدس دون حدوث أي ( بنشر) في الإطارات ولكن يقع أحيانا ( بنشر) فيقوم بإصلاحه، أما عمله فهو يساعد والده الذي يعمل في البلاط، وفي الآونة الأخيرة بدأ يعمل كمرشد في مسارات على الدراجات لطلاب المدارس طبعا اليهودية لأن هذه الرياضة كما أسلفنا غير موجودة تقريبا في المدارس العربية، الى جانب هذه الرياضة يمارس بهاء رياضة معرفة الطريق، وهي لعبة تقوم على توزيع خرائط معينة للمتبارين يطلب منهم العثور على نقطة معينة على مساحة عشرات الكيلومترات، وهذا قد يستغرق البعض مسافة 40 كيلومترا، علماَ أن الذي ينجح بالبحث يختصر هذه المسافة الى اثنتي عشرة كيلو مترا
الدعم معدوم
طبعا الدعم المادي لأيهاب معدوم تماما فلا توجد أي جهة ترعى نشاطه، وقد توجه للبلدية كما يقول عدة مرات أسوة برياضيين يهود يحصلون على منح تصل الى 7000 شيكل في السنة فلم يجد اذانا صاغية اللهم سوى الوعود، ويقول ايهاب انه وجّه دعوة لرئيس البلدية وأعضائها وقسم الرياضة كي يحضروا مبارياته ويشجعوه كما يفعل رؤساء بلديات يهود لرياضييهم ولكن أحدا لم يستجب، وفي هذه المناسبة يقول "ان رئيس بلدية العفولة بالذات اهتم به ورافقه في بعض مبارياته، كذلك رئيس بلدية عراد السابق الذي تعرف عليه وشجعه وما زال على اتصال معه