* يفترض بكل فلسطيني الاحتراس والحذر منهم والانتباه إلى كل ألاعيبهم
فهم أولا مغتصبون وهم ايضا لصوص ماشية
بعد اغتصاب الصهاينة لأرضنا لم نعد نستهجن قيامهم بأي فعل شنيع
فذاكرتنا تختزن من أفعالهم وجرائمهم ما تضيق به حتى اكبر الكتب والحواسيب، يفتكون بالضحايا بدم بارد، ينكلون بلا رحمة، ويمارسون سادية تفوق كثيرا ما كان يفعله النازيون، ويتلذذون بتعذيب الضحايا ورؤيتهم وهم يتألمون، يحرقون الكروم والحقول، ويلوثوا مصادر المياه عامدين متعمدين
كل ذلك أصبح جزء من ثقافتهم ومن سلوكهم اليومي
في القدس والخليل وفي مناطق الجدار وبمحاذاة المستوطنات وعلى الحواجز والطرق الالتفافية
والحديث هنا لا يجري عن جيش المحتلين الإسرائيليين وحده-- بل وعن عصابات المستوطنين وميليشياتهم المنظمة والمسلحة، التي ترتكب جرائمها تحت سمع وبصر الجيش بل وبحمايته في اغلب الأحيان
وبلدة عصيرة القبلية-- الواقعة جنوبي نابلس-- نالها من عسف الاحتلال وجرائم المستوطنين خلال السنوات الماضية الشيء الكثير، فقد صودرت أجزاء واسعة من أراضيها ليقيم المحتلون عليها مستوطنة يتسهار
ولان الاستيطان يتمدد مثل السرطان، فقد ظلت هذه المستعمرة اللعينة تمتد وتلتهم من أراضي عصيرة القبلية والقرى العربية الأخرى المجاورة لها، حتى أصبحت حدود المستوطنة وطرقها الالتفافية تحاصر مباشرة منازل السكان في البلدة
وقد شهدت هذه القرية الفلسطينية في العام الماضي سيلا من اعتداءات المستوطنين، الذين قاموا في إحدى المرات باجتياح البلدة وحرق وتحطيم العديد من منازلها
هذه البلدة الصامدة كانت يوم السبت 4/4/2009 على ميعاد مع جريمة جديدة ارتكبها المستوطنون بخسة شديدة
فبعد ظهر ذلك اليوم خرج الأطفال (عبد الوهاب ومحمد وصهيب) مع أغنامهم إلى أراضي بلدتهم الواقعة في الجهة الجنوبية منها المحاذية لمستوطنة يتسهار، حيث يسكن مستوطنون يعتبرون الأشد تطرفا وكراهية للعرب
خرج الأطفال إلى حيث الربيع يتجلى بأبهى صوره، وحيث المراعي الغنية بالحشائش، وكعادة كل الأطفال انطلقوا مثل الفراشات يقفزون من صخرة إلى صخرة ومن زهرة إلى زهرة يجمعون ورود-- الدحنون والرنجس والشايب شب والبسباس-- ويشكلون منها باقات جميلة ليقوموا بتقديمها لأمهاتهم وأخواتهم عند عودتهم، ولم يدر في خلد هؤلاء الأطفال الأبرياء الانقياء أن هناك عيون مثل عيون الضبع الكاسر كانت ترقبهم من بعيد وتترصد خطواتهم
وفجأة تسلل إلى المكان عصبة من نساء المستوطنين، يصحبن معهن عددا من أطفالهن، واقتربن دون ضجة حتى وصلن حيث كان الأطفال الفلسطينيون يلهون، وبدأت النسوة الماكرات وبتطفل واضح التودد إلى الأطفال العرب، ومحاولة كسر حاجز الخوف والريبة الراسخ في عقولهم تجاه كل ما هو يهودي، لدفعهم للاندماج مع أقرانهم من المستوطنين
في البداية مانع الأطفال وحاولوا الابتعاد
لكن في النهاية نجحت الخطة بالمكر والخداع، وبدا الأطفال باللعب سويا
واخذ الأطفال اليهود يسحبون الأطفال الفلسطينيون بعيدا عن أغنامهم أكثر فأكثر دون إثارة أي شبهة، وعندما أصبحوا على مسافة كبيرة بحيث لا يشاهدوا الأغنام
كان هناك فريق آخر من المستوطنين قد تسللوا من الوادي، وساقوا الأغنام بسرعة وادخلوها إلى حرم المستوطنة
وفور اطمئنان المستوطنات على نجاح خطة سرقة الأغنام، أخذن أطفالهن وعدن إلى داخل حرم المستوطنة
وعندها بحث الأطفال الفلسطينيون عن أغنامهم فلم يجدوها في المكان، فجن جنونهم وشعروا بالحزن الشديد وبالألم، لأنهم أدركوا أنهم كانوا ضحية حيلة ودهاء المستوطنين، الذين غافلوهم حتى تمكنوا من سرقة أغنامهم
فشرعوا بالصياح ليلفتوا انتباه أهل بلدتهم ليأتوا إليهم وينجدوهم من هذه المصيبة
وما هي إلا دقائق حتى زحف أهالي بلدة عصيرة القبلية نحو سياج المستعمرة، واخذوا يهزون السياج محاولين اقتلاعه
وازداد هياج الأهالي وأصبح الموقف جد خطير، عندها حضرت إلى المكان قوات معززة من جيش الاحتلال ومن حرس المستوطنات، وأمروا حشود المواطنين العرب بالابتعاد عن سياج المستوطنة، وهددوهم بإطلاق النار
لكن السكان رفضوا الابتعاد، وطالبوا الجيش بإعادة الأغنام فورا، وإلا فإنهم سيواصلون التجمع، وسيقومون بخلع الأسلاك الشائكة مهما كان الثمن
عندها وعد الجيش الأهالي بإعادة الأغنام إن أوقفوا محاولتهم خلع السياج
فقبل السكان العرب بالعرض، وما هي إلا ساعة حتى احضر الجيش قطيع الغنم وسلمه للأهالي، فاكتشف الأهالي أن عدد الأغنام التي أعادها الجيش كان ناقص اثنتين
فأصروا على استعادة كل الأغنام، وبالفعل عاد الجيش واحضر زوج الأغنام لينهي هذه القضية، ثم عاد سكان بلدة عصيرة إلى بيوتهم والكل فيهم يقول: لا يمكن التعايش مع هؤلاء المخادعين، ولا يمكن الوثوق بتصرفاتهم، بل وحتى ان أطفالهم يرضعون الخبث والدهاء
الأمر الذي يفترض بكل فلسطيني الاحتراس والحذر منهم والانتباه إلى كل ألاعيبهم
فهم أولا مغتصبون وهم ايضا لصوص ماشية