يحيي ابناء الشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده - في مخيمات اللجوء وفي الشتات وفي الوطن - اليوم الذكرى الثامنة والخمسين لنكبة الشعب الفلسطيني عام ثمانية واربعين
ووفق احصائيات الامم المتحدة فان عدد اللاجئين الفلسطينيين وصل نحو خمسة ملايين منهم 3
4 مليون مسجلين في سجلات الامم المتحدة
هؤلاء اللاجئون ينحدرون من سبعمائة وخمسين الف فلسطيني شكلوا تسعين بالمئة من سكان فلسطيني التاريخية، وشردتهم عصابات الهجانا والارغون يوم النكبة واقامت اسرائيل على بلداتهم
يذكر ان ما يزيد عن خمسمائة وثلاثين بلدة وقرية دمرتها العصابات الصهيونة وشردت اهلها عنها الى مخيمات اللجوء في الاردن وسوريا ولبنان، فيما بقي داخل الخط الاخضر اليوم نحو ربع مليون مهجر، من اصل مليون وربع المليون فلسطيني يعيشون في قرى اوتهم وتبعد مرمى حجر عن بلداتهم المدمرة التي لا تسمح اسرائيل لهم بالعودة اليها
وكانت جمعية الدفاع عن المهجرين قد احييت ذكرى النكبة مطلع الشهر الجاري، حيث اتخذت الجمعية من اليوم الذي تحيي فيه اسرائيل يوم استقلالها موعدا لاحياء ذكرى النكبة حيث قام المئات من المهجرين بزيارة بلداتهم واختتمت الفعاليات بمسيرة العودة التاسعة التي اقيمت هذا العام على اراضي قرية ام الزينات المهجرة جنوب مدينة حيفا
وكان اهالي قرية صفورية المهجرة قد قاموا يوم امس الاحد بزيارة لبلدتهم المدمرة التي اقامت اسرائيل على اراضيها سبع قرى تعاونية، حيث التقى الجيل الجديد مع الجيل الذي عاصر النكبة واستمع منهم لشرح عن احداث النكبة
في هذا السياق قام عدد من المقدسيين المهجرين من قرى قضاء القدس بزيارة لبلداتهم المدمرة فيما لم يستطع ابناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة من زيارة بلداتهم بفعل الحصار المشدد المفروض عليهم من قبل الاحتلال الاسرائيلي وفي الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين يتذكر الفلسطينيون نكبتهم اليوم بإطلاق صافرات الإنذار والوقوف دقيقة حداد في جميع أرجاء الوطن، كما تخصص الحصة الأولى في كافة المدارس للحديث عن النكبة وحق العودة للاجئين
كما تنظم ومسيرات في مختلف مدن الضفة والقطاع أهمها مسيرة مركزية في رام الله
ويعقد المجلس التشريعية جلسة خاصة فيما يلقي الرئيس محمود عباس خطابا لإحياء المناسبة بات خطابا سنويا تقليديا
أما في مدينة اللد فينظم مهرجان سياسي ثقافي تحت عنوان "لتبقى ذكراها حية" و"حفاظا على هويتنا ووجودنا" بمبادرة من التجمع الوطني الديمقراطي
على الصعيد نفسه أختتم امس الأحد المؤتمر الفكري والسياسي للدفاع عن حق العودة الذي نظمه التجمع الشعبي الفلسطيني للدفاع عن حق العودة في غزة أعماله بالخروج بتوصيات هامة أعلن عنها بعد انتهاء جلسات اليوم الثالث من المؤتمر
وأكد المشاركون في المؤتمر على أن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة هو حق طبيعي من حقوق الإنسان، وهو حق غير قابل للتصرف ولا يسقط بمرور الزمن
كما أنه حق نابع من حرمة الملكية الخاصة وعدم زوالها بالاحتلال أو السيادة، وأنه حق شخصي في أصله لا تجوز فيه النيابة أو التمثيل أو التنازل عنه لأي سبب في أي اتفاق أو معاهدة بالإضافة إلى أنه حق جماعي أيضاً
وتلا حماد أبو شاويش رئيس قسم اللغة العربية في جامعة الأقصى بغزة التوصيات التي خرجت عن المؤتمر في نهايته والتي شددت على التمسك بقرارات الشرعية الدولية الخاصة بقضية اللاجئين الفلسطينيين وفي مقدمتها القرار الدولي 194 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 11/12/1948م، وباعتباره قراراً دولياً يتم التأكيد عليه سنوياً من قبل مشرعيه، وباعتباره قراراً يعرف حقوق اللاجئين بشكل فردي وجماعي، ومطالبة المجتمع الدولي، ومؤسسات الأمم المتحدة، بتطبيق قرارات الشرعية الدولية الخاصة بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم أسوة بباقي اللاجئين في العالم
وحذر المشاركون في المؤتمر من المخططات الإسرائيلية والأمريكية الهادفة إلى تصفية قضية اللاجئين عبر توطينهم في دول الشتات، تحت ذريعة إعادة تأهيلهم ورفع مستوى معيشتهم، مستغلين بذلك الوضع الاقتصادي السيئ الذي يعيشه الفلسطينيون
رافضين المشاريع التصفوية التي تحاك بأيدي فلسطينية – إسرائيلية على حد وصف البيان والتي تقدم تنازلات مجانية تمثل ارتداداً عن الثوابت الوطنية الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير، واختزال هذا الحق بالعودة إلى الدولة الفلسطينية الموعودة مؤكدين أن مثل هذه الحلول لا تخدم إلا إسرائيل بل وتساعد في التهرب من مواجهة مسؤولياتها التاريخية تجاه قضية اللاجئين، ورفض أية مقايضة بين الحقوق الوطنية الثابتة، أو التنازل عن حق مقابل حق آخر
وإدانة أي طرف يطرح مثل هذه الأفكار
وفي السياق نفسه توقع إحصاء أجراه الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني أن يتساوى عدد الفلسطينيين مع عدد اليهود في فلسطين التاريخية بحلول عام 2010 وهو أقل بقليل من ستة ملايين نسمة لكل منهما
وقال الجهاز إن عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة بما فيها القدس الشرقية يقدر بنحو 3
88 مليون في منتصف عام 2006، ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 4
4 مليون بحلول 2010
بالمقابل يبلغ عدد سكان إسرائيل نحو 7 ملايين بمن فيهم الفلسطينيون الذين يبلغ عددهم 1
13 مليون نسمة