القمار والكحول آفتان اجتماعيتان ممكن أن تدمرا بيوتا وأسراً، وقد عولجت قضية الكحول كثيرا إلا أن الإدمان على القمار لم يأخذ حيزا كافيا من الإهتمام، علما ان خطر القمار قد يكون أكبر وأخطر من الكحول، لأن القمار يكسب شرعية لدى بعض الأوساط بل أن هناك شرائح اجتماعية تتباهى بالمقامرة، فمثلا ترى أن بعض حجاج بيت الله يشمئزون من شرب الكحول وحتى انهم قد لا يحضرون أعراس احبائهم اذا ما جرت في قاعة احتفالات فيها مشروبات روحية ولكن الحاج نفسه نراه يملأ نماذج سبورت توتو ولوتو وبايس وغيرها بدون حرج!
في جديدة المكر يوجد مركز للفطام عن هاتين الآفتين يعمل فيه سامر نمر حسين مديراً ولينا عثمان وآمال قندس-السيد وناديا اصطفان عاملات اجتماعيات، والدكتورة مايا ليرمان أخصائية نفسية
قبل أن نبدأ لقاءنا وصلت سيارة ترجل منها شاب راح يصيح ويطلب المساعدة "انقذونا منه اعملوا شيئا ما معه، إنه خطير، عثرنا عليه في الحرش بلا وعي "واقتربت من السيارة لأرى رجلا غطى الدم وجهه وبملابس قذرة وفي حالة يرثى لها، إنه شقيق ذلك الشاب الذي أحضره بسيارته وهو متزوج وله اسرة وقال شقيقه "إنه يعمل ميكانيكيا ويداه من ذهب عندما يكون في وعيه، ولكن الكحول لا تتيح له ان يكون كما نعرفه"
كان لنا هذا اللقاء مع مدير المركز سامر نمر حسين:
ماذا يعني الأدمان؟
يقول سامر "توجد أنواع من الإدمان مثلا على الكحول او القمار او الجنس او الإنترنيت، الإدمان يعني أن تتحول العادة الى إلزامية وتعيق أداء الفرد في مجالات حياته الأخرى مثل عمله وممارسة حياته الإجتماعية والشخصية الطبيعية اليومية، الإدمان على القمار يجعل المدمن يعيش في فانتازيا توقع الربح، فهو يتخيل نشوة العيش في فانتازيا الربح وما الذي سيفعله بهذه النقود، هذه الفانتازيا تستمر معه طيلة الرهان وتنتهي فور الكشف عن النتيجة، ولكنه بدلا من أن يستخلص العبرة من الخسارة يعاود ممارسة متعة توقع الربح وعيش هذه الفنتازيا، أما الإدمان على الكحول فهو يغيب المدمن عن ضائقة يعيش فيها ولو لفترة بسيطة طيلة الوقت الذي يكون فيها تاثير الكحول عليه ويمنحه شعورا بالمتعة، وهو يفقد السيطرة على كمية الكحول التي يشربها، أما نسبة المدنين في اسرائل فتصل الى 4% من الذين يشربون الكحول
قمار قانوني وقمار غير قانوني
تحت رعاية مفعال هبايس مثلا تجري مراهنات ( قانونية ) وهناك مدمنون على الحيش جاد والتوتوواللوطو بل وهناك من يعتبرها مهنة فهو يتوقع الفوز أو الخسارة للفرق المشاركة أو أنه يتوقع الأرقام ذات الإحتمالات الأكثر للربح، وهناك كازينوهات غير قانونية!
للأسف الشديد يوجد عدم ادراك في الوسط العربي لكون الإدمان على القمار بشكل غير ارادي ومكثف بحاجة لعلاج، كما هو الحال بالنسبة للكحول فالقمار مشكلة اجتماعية كبيرة وهو تعلق نفساني بينما الكحول جسماني ونفساني، القمار فيه اثارة وتوقع، والتوقع هو الفنتازيا الجميلة التي يعيشها المقامر وهي ناتجة عن فراغ داخلي يعانيه الإنسان، المدمن يبحث عن اكتفاء ذاتي يجده في القمار، عادة ما يكون المقامرون من طبقة وسطى ومتمكنة اقتصاديا ويمثل للبعض مركزا اجتماعيا فبعضهم يفتخر انه دفع هذه الليلة كذا الف دولار في الكازينو "والله لعبنا وخسرنا 5000 دولار" أو غيرها، وعادة ما يحاول أن يجرّب حظه بعد الخسارة فهو يتوقع الربح، أما إذا ربح مبلغا متوسطا قال لنفسه "في المرة القادمة سيكون الربح أكبر، وحينئذ يعمل على مبدأ التعويض فهو يحسب خسارته في مقامراته السابقة وبعد ان ربح مبلغا صغيرا يريد ان يربح أكثر كي يعوض خساراته، وكل خسارة تتحول الى احباط وتدخله الى دائرة مفرغة وهذا يضر بادائه في البيت وتربية الأولاد والعلاقات الإجتماعية وينصب كل همه على الخبطة الكبرى وعلى ما يحسن شعوره !
كيف تتم مساعدة المدمن
يقول سامر "أولا يجب إدراك اسباب الإدمان والدينامية الداخلية للمدمن والجواب على السؤال لماذا أدمن! المدمن يجب ان يعترف اولا انه مدمن كي يحسن شعوره، ومن المفروض ان يتعلم اشياء أخرى تمنحه شعورا طيبا غير الحكول او القمار، طرق طبيعية غير مضرة تحسن شعوره، وتحث الإنسان أن يعتمد على نفسه أكثر وأنه قادر على مجابهة مشاكله دون شرب الكحول، المدمن يهرب عادة من واقع ما لا يريد مجابهته، ولهذا يجب البحث عن طرق بديلة تمنحه الشعور الجيد!
يتميز المدمن بعدم الثقة بالنفس ويتعرض لأستغلال من قبل الآخرين، وعدم الجراة وتقييمه الذاتي لنفسه ضعيف وسلبي ويفتقد للقدرة على مواجهة الآخرين، العلاج يعطيهه فرصة ان تبله كما هو ولأول مرة يبدأ يشعر بنفسه، وان يحترم نفسه ويبدأ باحترامها وتقديرها كما هي، العامل الإجتماعي يتقبل المدمن كما هو بصرف النظر عن سلوكه السلبي فهو ضحية اتربية قد تكون غسر سلمة ولتهئية اجتماعية فاشلة، ولذلك هو غير مسؤول عن كونه مدممنا ولكنه مسؤول عن احداث التغيير من خلال العلاج، ومن خلال التوجيه للأستمرا في العلاج، بعده تقام محادثات فردية مع المدمن 40 دقيقة في ألسبوع، ويتم توجيه المدنين على الكحول الى مراكز فطام في طمرة وفي ربمام حيفا، ويتراوح العلاج بين سنو وسنة ونصف والعلاج النفسي سبدأ بعدج العلاج الجسماني لمدجنتي الكحول الذي يستغرق اسبوعين، في المركز يدفع المدمن مبلغ رمزيا ومكتب الؤون الإجتماعية هو الذي يممول علاجه