الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 04:01

كلمة تكريمية-احمد حسني نصيرات

كل العرب-الناصرة
نُشر: 02/08/09 23:20

كلمة تكريمية بمناسبة وفاة الوالد الحلج حسني نصيرات اثر حادث اليم بسم الله اللرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف المبعوثين محمد صلى الله عليه وسلم اما بعد يقو ل الله تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ) فجعت اسرتنا يوم الاحد الموافق 09/03/22 وفجعت الطيبة بأكملها بنبأ نزل على رؤوسنا صغارا وكبارا كالصاعقة, وقف الجميع لهوله بذهول شديد, من قوة الراجفة وعظم الفاجعة,غير مصدقين برحيل الوالد من الدنيا الفانية الى الباقية

وهو الذي كان كل من عرفه احبه لبساطته وبشاشته بوجوه الناس, ولهذا فقد كانت صدمة الرحيل قوية وخبر الموت كارثة فيما بيننا

في هذا اليوم توقفت الحياة عن الاستمرار, توقفت عقارب الساعة عن الحراك, توقفت اصوات الطيور عن الغريد, انحنت اغصان الاشجار حزنا والما على لوعة المصيبة

في هذا اليوم رجع الطلاب من جامعاتهم الغى الكثير من التزاماتهم تجمع العديد ممن عرفك وممن لم يعرفك, تجمع الصغير والكبير,تجمع القريب والبعيد, تجمع كلهم ليودعوا رجلا ما عرف الكبر والكبرياء مدخلا لقلبه, احببت الناس فأحبك الناس

في هذا اليوم انهمرت دموع محبيك بغزارة كما انهمرت دموعك بغزارة لوعة وحرقة على فقدان اعظم امرأة عرفتها الا وهي والدتي ام احمد

رحمك الله يا ابي, رحمك الله يا امي

مسكت القلم لأخط مشاعري عن رجل ترعرعت وتربيت في كنفه, فأن القلب وذرفت الدموع ورجفت اليد حرقة والما وحسرة على رحيله

مسكت القلم لأخط خواطري عن رجل عظيم, فانحبست الأفكار وتبعثرت الاحرف وأبت الكلمات ان تخرج خوفا الا تعطى هذا العظيم حقه

خطت الكلمات وسوف تخط الكلمات تكريما لفقيدنا ولكن ليس من الممكن ان نجد كلمات تعبر بصدق عن جوهر رجل ذا عمق مثله, فأبا احمد لم يكن شخصا عاديا لنا, وانما كان رجل له قدرات موروثة وايمان ديني عميق

لقد كرس حياته للارتقاء بالوعي الديني فساعد من كانوا في حاجة وانشأ قواعد لذلك,لقد امن ايمانا قويا بالتعليم حيث حث وشجع ابنائه انتهال مسلك العلم وكان من مؤسسي صندوق المنح التابع للجنة الزكاة والصدقات وبهذه المناسبة اشكر القائمين على هذا المشروع بتسمية صندوق المنح على اسم المرحوم

لقد كان قلبه هو بيته واولاده الذي كان ملاذا للحق والكرامة والتميز ليس فقط لاسرته فحسب بل لاصدقائه وحتى الغرباء لم يسلب اي انسان حقه او حريته,لقد كان قائدا لنا يسعى من اجل التئام الشمل عن طريق الحكمة والاحترام لقد كان وما زال بروحه مثلا نحتذي به من اجل التفوق

لقد انار عقولنا بتعاليمه فهو علمنا كيف نقدر البساطة وكيف نحترم العمل الدؤوب, لقد علمنا كيف نتقبل كل فرد, لقد علمنا كيف نحب بلا شروط وكيف نفتح اذرعنا للدين لقد علمنا ان الصلاة هي الطريق الى الله والوصول الى الجنة

ان غناه وثروته كانت تكمن في افعاله البسيطة وفي كلماته التي كانت بردا وسلاما على مستمعيها, لقد كان رجل ذو كبرياء ولذا كان من الصعب عليه ان يقبل المساعدة من الاخرين وخلال حياته كان يستخدم ما حباه الله به من قدرة وقوة على عمل الخير من اجل التخفيف من مشاق الحياة فكان يقوم بالاعمال المضنية بدقة متناهية من اجل توفير سبل العيش لاسرته, لقد امن بان الصلاة كوسيلة للشفاءفي الحياة وكوسيلة للتواصل مع الله وكنموذج للوجود

ابتي

افتقدك ابنائك الذي كنت لهم الهمة العالية والناصح المستمر في عمل الخير ونيل الاعالي

ابتي

افتقدك احفادك وهم يسئلون بوجوه بريئة الن يرجع جدي؟؟! الن يضمنا الى صدره؟؟! الن يلاعبنا ويمازحنا اشتقنالك يا جدي ابتي

افتقدك اخوتك الذي كنت لهم المرجع والعنوان يوم تغلق امامهم الابواب فتستمع الى قضاياهم وتحل مشاكلهم وتدارس معهم هموم حياتهم الخاصة والعامة لقد احبوك وقدروك

ابتي

افتقدك اصحابك الشيخ رأفت الشيخ سعد والشيخ معاوية الذي كنت لهم عونا وأزرا في اعمال الخير كلها لا تبغي في ذلك منصبا ولا جاها الا مرضاة الله تعالى

ابتي

افتقدك الشارع التي كنت تسير فيه وانت ذاهب الى المسجد وهو يعد خطاك ذهابا وايابا

ابتي

افتقدك المسجد الذي كنت انت احد رواده ولم تبخل عليه بالعطاء والعمل

ابتي

افتقدك مصلوا المسجد وانت تؤم فيهم وخاصة صلاة الفجر بصوتك العذب الوضاح

ابتي

افتقدك وحن اليك ركنك المفضل في المسجد وخاصة بعد صلاة الفجر ما نظرت اليك الا ورأيتك اما مسبحا او مستغفرا

ابتي

افتقدك ابناءك ابناء الحركة الاسلامية جميعا الذي كنت لهم الاب الحاني لهمومهم ومشاكلهم

ابتي

افتقدك اولئك الناس من ذوي الاحتياجات الذي كنت لهم عونا وسندا لحالتهم الاجتماعية

ابتي

افتقدك ابناءك ابناء الطيبة كلها الذي كنت انت العين الساهرة لبلدهم والمدافع عن حقوقها والطيبة باكملها تشهد لك بذلك

ابتي

لقد افتقدناك كلنا وتركت فينا لوعة وحرقة في القلب, ان القلب ليحزن وان العين لتدمع على فراق سيد من اسياد الطيبة

ابتاه

قد كنت تعلم ان اجلك قد دنا فاخذت قبل رحيلك بايام تسلم على هذا وتحضن ذاك كأنك تودعهم الوداع الاخير

ابتاه

قد كنت تعلم ان رحيلك قد اقترب فأخذت قبل رحيلك بيوم واحد توصي ابنتك وتقول لها اي بنيتي عليك بصلة الرحم يا بنيتي

ابتاه

قد كنت تعلم ان مثواك الى الله قد دنا فتزينت قبل مماتك بيوم واحد لتلقى بارئك وانت في افضل صورة

ابتاه

قد كنت تعلم ان مثواك قد اقترب فقد كنت تقرا قبل مماتك بيوم واحد نشرة توعية باسم وكفى بالموت واعظا ابي

انك اليوم معنا, تصلي من اجلنا بكل ثراء روحك وشخصيتك الطاهرة ونحن نعلم انها ستعيش ابدا داخل قلوبنا وفي صلواتنا وفي افكارنا وفي اطفالنا

ابي

اننا نحزن لفجيعتنا فيك ولكننا نحتفي بحياتك وعظمتك

ابي

اننا نعلم انك هناك في الفردوس الاعلى مع الصديقين والشهداء فبلغ والدتي منا ابلغ السلام

ابي

اننا على العهد,نحن ابنائك واحفادك نتعهد ان نواصل مسيرة حياتك مسيرة العطاء الدؤوب والعمل الصالح حتى نستطيع بكل تواضع الاحتفاء بقوة وجودك

اننا ندعو الله ان يسكنك فسيح جناته وان يجعل قبرك روضة من رياض الجنة وصلى الله على محمد واله وصحبه اجمعين

مقالات متعلقة

.