احمد الله الذي خلقني وأحسن خلقي، وعلى ما أولاني من نعمه العظيمة، فقد منحني نعمة الإعاقة، لحكمة من حكمه، واختبارا لي ولإيماني وليعوا الآخرين بنعم الله وكرمه ويكون مرآي تذكيراً بالله وقدرته على عباده، واني لأعلم أن ما أصابني قليل بالنسبة لما منحني وعوضني به الله جل جلاله، فالإيمان بالله وبحكمه منحني الصبر الجميل والجلد وتحمل الآلام والمعاناة، وجعل بي العزيمة والإرادة الفولاذية والتصميم على مجابهة وتذليل الصعاب وتخطي الحواجز..
تعتبر قضية الإعاقة قضية المجتمع بأكمله، وهي ليست قضية فرد من أفراده أو قضية من يعاني مِن هذه المشكلة أو لديه من يعاني منها، وتحتاج إلى التكاتف والتعاون من جميع أفراد المجتمع، وعلى كافة مؤسساته العامة والخاصة المساهمة في إتاحة وتهيئة الفرص للمعاقين للتغلب على ظروف إعاقتهم وتحقيق استقلاليتهم واستثمار كل إمكاناتهم ليعودوا بالفائدة عليهم وعلى مجتمعهم، لذا لا بد من بذل المزيد من الجهد والوقت والمال للتعريف بقضية الإعاقة وتسليط الضوء عليها وعلى مسبباتها وتوعية أفراد المجتمع بضرورة العمل على احترام أحقية المعاق بحياة كريمة ومحو الأفكار المسبقة تجاهه وتقبل الشاذ والمختلف أياً كانت سِمته.
اعتقد أن لكل إنسان رسالة في هذه الحياة، وللمعاقين أمثالي دور ووظيفة ما، وقد شعرت بالواقع الأليم الذي نعيشه، نحن المعاقون، ومدى التهميش والإهمال وانعدام الأطر والمؤسسات الفاعلة من أجلنا، فبادرت بالعمل في مجال النشاط الجماهيري والتطوع من اجل رفع مكانة المعاق وإيجاد السبل لدمجه ومحاولة تسهيل الأمور الحياتية لديه قدر الإمكان.
وقد التحقت مؤخرا بمركز سنديان العلاجي في قلنسوة الذي تأسس قبل ثمان سنوات، ويقدم خدمات علاجية ل- 45 طفل من أجيال السنة الأولى حتى جيل 6 سنوات، من سكان المثلث الجنوبي، ويعتبر المركز الفرع العربي الوحيد لمؤسسة بيت ايزي شبيرا في رعنانا، وقائم بنسبة كبيرة على التبرعات، وهذه مناسبة لدعوة أهل الخير والعطاء أن يتوجهوا لزيارتنا في قلنسوة للإطلاع عن كثب بأهمية المركز وما يقوم به وان يساهموا في التمويل ويتبرعوا من اجل هؤلاء الأطفال. ويدير هذا المركز طاقم أخصائيين مكون من مديرة المركز الأخت رابعة زميرو وعاملتين اجتماعيتين وأخصائيي علاج مكمل ومساعِدات أخريات.
وبعد أن لمسنا انعدام خدمات الدعم والمعلومات لأسر المعاقين وبالتعاون مع مكتب الرفاه الاجتماعي في بلدية قلنسوة وضمن مخطط لتوسيع نشاط وفعاليات مركز \"سنديان\" القطري، تم تخطيط وتنفيذ وافتتاح الخط الاستشاري الذي يقدم خدمات معلوماتية لدعم ومساندة عائلات لديها أطفال معاقين في منطقة المثلث الجنوبي. وتم تركيز المشروع من قبلي وبمشاركة العاملة الاجتماعية وفاء ناطور، إذ قمنا بتجنيد متطوعين من آباء لمعاقين ومعاقين أنفسهم ومهنيين وأثريناهم بالمعلومات المطلوبة، من حقوق وامتيازات وإعفاءات في شتى الدوائر الرسمية وتم إكسابهم مهارات التواصل والتوثيق وما يلزم مقر تلفوني استشاري حديث.