الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 20 / سبتمبر 01:02

عندما يدفن الآباء أبناءهم الشباب

تقرير: أمين بشير
نُشر: 12/05/09 12:29

* عم الفقيد: كل الشبهات اليوم تحوم وتدور حول شخص واحد ووحيد وهو الشاب الذي رافقه من منزله ليلة الجريمة

- عائشة عبادي والدة الفقيد:

* كان ابني يجلس في البيت وقد رافقه صديقه وبعد ساعات يتبين أنه قتل غدراً!

* ساعة حمل الشبان نعشه شعرت أن قلبي انتزع من مكانه ليلحق به وما أصعب أن يدفن الآباء والامهات أبناءهم الشباب

- الوالد المقهور صلاح عيادي:

* نصيحة للاهالي ان يتعرفوا على اصدقاء اولادهم حتى لا يذوقوا المرارة التي ألمت بعائلتنا

* الشرطة عثرت على جثة محمد عبادي غارقا في دمائه بعد ان تعرض للعديد من طعنات السكين


الحياة لم تعد الحياة التي يعرفها الجميع فقد تلونت ايامها في منزل عائلة الشاب الفقيد محمد صلاح عبادي من قرية الجديدة الوادعة وعند ذكر الفقيد عبادي فإن قصة هذا الشاب الذي راح غدراً قد دخلت كل بيت في الوسط العربي وما من شاب او طفل او رجل مسن قد سمع قصته الا وتألم حزناً على فظاعة الجريمة


الوالد صلاح عبادي

محمد البسمة والسرور
الوالد صلاح عبادي والذي ارخى لحيته حزناً على ابنه تمتم بضع كلمات معبراً عما يجول في خاطره بعد أيام من المصاب الجلل الذي ألم بالعائلة فعائلته الصغيرة بعدد أفرادها والمكونة منه وزوجته وثلاثة أبناء محمد أصغرهم وهو ابن الـ 19 ربيعاً كانت السعادة تملأ البيت ووجود محمد في العائلة كان يطغي الفرحة والابتسامة لكل أفرادها الامر الذي أعطى للحياة بهجة خاصة وانه انسان رقيق وحساس ولديه مشاعر مرهفة بدون تكليف او تزييف او تصنع بل بكل بركة وبساطة

أنهى المرحلة الثانوية ويتطلع للالتحاق بجامعة أو كلية لدراسة موضوع التمريض من شدة حبه لمساعدة الآخرين

كلماته معدودة ومحسوبة
ومحمد بنظر والده لم يكن الابن العادي فتصرفاته وملاحظاته محسوبة ويخاف أن يقسو على من يقف أمامه ويحسب كل كلمة تصدر منه فقلة الكلام في الامور الجدية كانت عنوان له واذا اتيحت له الفرصة مازحاً مع من أحب فكان مسترسلاً بلا توقف، والخجل والزعل كانت سمات تكشفه وتفضحه بسرعة فملامح وجهه تظهر فوراً


المأسوف على شبابه محمد صلاح عبادي

 إحتراماً لابننا لم نسأله عن صديقه غزالي
ويقول الوالد صلاح :إبني محمد هو الإبن الأصغر بين اخويه فكان مدللاً وأنيقاً ومطيعاً لي ولوالدته

شارك العائلة وأهل الحي افراحهم وأتراحهم كانت اهتماماته في حياته برياضة كمال الاجسام وكرة القدم مثله كباقي أبناء جيله تعرفنا على جميع اصدقائه عبر السنوات الماضية وفي الآونة الأخيرة تعرف خلال تقديمه لامتحان البسيخومتري على شاب من مدينة عكا والذي يدعى علي غزالي ونحن من طرفنا لم نعرف معلومات عن هذا الشاب غير انه قد تردد الى المنزل عدة مرات ولم نسأل عن هذا الشاب كونه صديق لابننا

ويوم الحادث والذي صادف يوم الجمعة اتصل الشاب علي بابننا محمد عدة مرات غير أن محمد كان يفتح هاتفه الخلوي وينظر الى الرقم ومن ثم يغلقه

وبعد مضي برهة من الوقت وصل علي للمنزل وتحدث معه وذهبا سوياً وكانت الساعة الثانية بعد الظهر وهي آخر لحظة كنت ارى بها إبني وعند التاسعة مساءً طلبت مني والدته الاتصال به فحاولت مرات عديدة الا ان هاتفه كان مغلقاً وعند التاسعة والنصف ليلاً وصلت دورية شرطة للبيت وأبلغتنا عن الحادث وأن ابني محمد تم اختطافه من قبل مقنعين كما يدعي رفيقه علي وبالرغم من قوات الشرطة والطائرة العمودية ومئات الشبان من القرية الذين هبوا للمساعدة الا أن آثار محمد قد إختفت حتى ساعات صباح اليوم التالي

 

طعنات الغدر قد مزقت احشاءه
ويؤكد الوالد صلاح عبادي أن الشرطة عثرت على جثة محمد عبادي غارقا في دمائه بعد ان تعرض للعديد من طعنات السكين والقي به في أحد الحقول شمال مدينة عكا وتم تغطية الجثة ببقايا الحصيد وظهرت يده من بين ذلك الكوم ووصلنا للمكان وتعرفنا على جثمان ابننا

نصيحة للاهالي تعرفوا على اصحاب ابنائكم
ووجه صلاح عبادي نصيحة للاهالي بأن يكثروا من السؤال عن ابنهم حتى وإن كان شاباً ويتعرفوا على كل مكان يتردد عليه وان يتعرفوا عن كثب عن جميع اصدقائه والاهتمام أكثر بمصلحة الابناء حتى لا يذوقوا المرارة التي ألمت بعائلتنا


عائشة عبادي والدة الفقيد

ما أصعب أن يدفن الآباء والامهات أبناءهم الشباب! 
عائشة عبادي والدة الفقيد الشاب محمد عبادي تقول أتذكر أبني في كل شيء بالبيت ولو تحدثت ساعات طويلة ما انهيت التحدث عنه وبموته قد كسر ظهري لانه كان حياتي فرحها وسعادتها فهو شاب مهذب ومحبوب بين اخوته واعمامه وانسان خدوم رافقني أيام عديدة في المستشفى وانا راقدة على سرير المرض فكان يسقيني جرعة الماء من يديه وكنت سعيدة جداً بوجوده على مقربة مني ، واليوم وبعد أن فقدانه فإننا نتلوع حزناً ولا اعتقد أن يوماً من الايام ستدخل الفرحة قلوبنا، بعد أن غدر ابننا وقتل بدم بارد ليس له ذنب الا انه كان مطمئناً لاناس كان يعتقد بانهم اصدقاءه، فكان ابني يجلس في البيت وقد رافقه صديقه وبعد ساعات يتبين أنه قتل غدراً! وساعة حمل الشبان نعشه شعرت أن قلبي انتزع من مكانه ليلحق به وما أصعب أن يدفن الآباء والامهات أبناءهم الشباب

 


سليم عبادي

سمعته يدندن بأشعار محمود درويش
ويقول زميله بالعمل سليم عبادي :تعرفت على الفقيد عن قرب مدة سنتين من خلال العمل في مجال الالمينيوم وكان انسانا واعيا ومثقفا وسمعته يتحدث عن اكمال دراسته الجامعية وانه قد جهز نفسه وكانت له اهتمامات عديدة وخاصة في مجال الشاعر محمود درويش فقد حفظ العشرات من قصائده الرائعة ودائماً كان يتغنى بها ويراجعها ونسمعه يدندن بها

 


الأخ الأكبر منصور عبادي

محمد بعيد عن الشبهات وراح غدراً
أما الأخ الأكبر منصور عبادي والذي إحتضن شقيقه محمد وكان مخزن أسرار الفقيد قال أنا كنت قاسياً مع شقيقي محمد في أول شبابه وكنت أريد له الخير كل الخير فكان بمثابة الأخ والإبن بالنسبة لي فكان يحادثني ويناقشني بكل أدب وكنت اؤكد له أن كل شدتي معه بهدف حرصي عليه وعلى مصلحته وعلى مستقبله، وربطتني مع محمد علاقة رائعة من كشف الاسرار فكان يشعر أني أضغط عليه أكثر من اللازم فشعرت فعلاً بأني زودت العيار معه للأسف

جمع ماله ليجنده للدراسة الجامعية
وأضاف منصور بأن شقيقه محمد بارع في تقبل الآخرين وحتى في عمله قد احبه جميع العمال وصرح امام الجميع انه يعمل من اجل جمع مبلغ مالي يمكنه ان يدرس الموضوع الذي يحبه ولذلك كان نشيطاً ومقبولاً في عمله واليوم بفقدانه فإننا نخسر احد اعمدة العائلة والفراق فعلاً صعب جداً وايماننا بالله وبقدره يجعلنا ان نتقبل المصاب لانه لا يمكننا ان نغير في ذلك اي شيء

نعيش الفساد التربوي والاخلاقي
وأكد منصور أن الجريمة لم تظهر بشكل كبير على وسائل الاعلام بالشكل المطلوب كونها تجسد الفساد التربوي والافكار والاخلاق التي نعيش فيها ونتحدث عن صديق يقتل صديق له بدون أي خلاف بينهما بصورة بشعة والاجدر أن يكون للموضوع صدى أكبر، ورسالتي للأهل أن الشدة تأتي بنتيجة ونتحدث عن مراقبة الأفكار والتصرفات والتحركات ونوعية الاصدقاء للإطمئنان على مصلحة الأبناء


المحامي سامي عبادي عم الفقيد

الجريمة هزت الوسط العربي
أما المحامي سامي عبادي عم الفقيد محمد عبادي فيقول أن كل الشبهات اليوم تحوم وتدور حول شخص واحد ووحيد وهو الشاب الذي رافقه من منزله ليلة الجريمة والعائلة ليس لها أي هدف غير أن يأخذ القانون مجراه الطبيعي ومعاقبة الجاني الحقيقي، وأن العائلة قد شعرت بهول المصاب الذي ألم بها وشعرت أن الوسط العربي ككل قد تضامن معها وشاركها الأسى والحزن ومن جميع شرائح المجتمع العربي الذين شعروا بأن المصاب مصابهم

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.77
USD
4.21
EUR
5.01
GBP
236971.32
BTC
0.53
CNY
.