الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 16:02

غالي يحث على إيجاد منظمة دولية

كل العرب-الناصرة
نُشر: 04/06/09 21:51

* بطرس:"ولا يوجد سبب يمنع من إحياء أمم متحدة جديدة من وسط الرماد مثل طائر العنقاء الاسطوري يكون ذلك على يد رئيس أميركي جديد"


يرى الامين العام الاسبق للامم المتحدة بطرس بطرس غالي أن الولايات المتحدة استخدمت المنظمة الدولية "كما يحلو لها" نظراً لانفرادها بقيادة العالم في ظل سياسة دولية أحادية الجانب داعياً إلى إحياء منظمة دولية جديدة



ويقول ان الرئيس الأميركي ودرو ولسون (1856-1924) أسس عصبة الامم بعد الحرب العالمية الاولى والرئيس فرانكلين روزفلت (1882-1945) أنشأ الامم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية "ولا يوجد سبب يمنع من إحياء أمم متحدة جديدة من وسط الرماد مثل طائر العنقاء الاسطوري يكون ذلك على يد رئيس أميركي جديد

"
ويسجل في كتابه (رؤية لعالم الغد

ثلاثة أحاديث مع رموز الفكر السياسي في موسكو وبرلين وباريس) أن نقطة ضعفه أنه صدق أن الامم المتحدة ستؤدي دوراً فيما بعد الحرب الباردة لكن هذا الاعتقاد "تلاشى أمام انتصار قوة عظمى وحيدة كانت تعتبر دائما أن الامم المتحدة لا بد أن تكون كياناً خاضعاً لتعليماتها

خطئي أنني لم أفهم هذا الأمر بسرعة

"
والكتاب الذي صدر في القاهرة عن دار الشروق يقع في 88 صفحة كبيرة القطع وهو ثلاث مقابلات بين غالي وثلاثة كتاب معنيين بالمستقبل والعلاقات الدولية هم الروسي أنطوني جروميكو والفرنسي جان لكوتير والالماني فان بارلوفن


ويسجل غالي أن زعماء الولايات المتحدة يرون أن عليهم " ليس فقط التدخل في مشاكل العالم" بل انهم لا يطيقون أن تحل هذه المشكلات في غيابهم وهو أمر يراه شديد الخطورة ويستوجب وجود لاعبين آخرين بجوار القوى العظمى الوحيدة


ويضيف أن واشنطن كانت تتدخل حين يظهر مزيداً من الحدة أو الاعتراض على ما يصفه باللامبالاة الدولية إزاء قضايا منها " الابادة العرقية" في رواندا في التسعينيات " كنت أول من تحدث عن وجود ابادة عرقية لكن الولايات المتحدة أصدرت تعليمات بعدم استخدام هذه الكلمة

كان علينا الاذعان أمام قرار تبناه الامريكان" اذ هددوا بالحد من تدخلاتهم في عمليات حفظ السلام


ويعترف غالي الذي شغل المنصب الدولي بين عامي 1992 و1996 بأن الصين "بلد مثير للاهتمام انها قوة المستقبل العظمى" حيث يرجح أن يؤدي صعودها دورا فيما يصفه بلعبة تعدد الاطراف في الحوار بين الكبار


ويرصد جانبا من بروز هذا الدور اذ تعرض للنقد عندما رفض اشتراك الدلاي لاما الزعيم الروحي للتبت في مؤتمر فيينا لحقوق الانسان عام 1993 بعد أن أبلغه مندوب الصين في الامم المتحدة "أنه سوف ينسحب من المؤتمر اذا شارك الدلاي لاما

بوصفي سكرتيرا عاما للامم المتحدة ألم يكن من مصلحتي أن أتأكد من مشاركة دولة تضم مليار نسمة

انها ليست انتهازية سياسية لكن ببساطة شديدة دوري" في أن يضع في الاعتبار ما يطلبه منه ممثلو الدول


والزعيم البوذي حائز على جائزة نوبل للسلام عام 1989 وهو أبرز الداعين لان يحل السلام والمحبة بين البشر رغم رحيله عن بلاده منذ عام 1959 واقامته في منفاه بالهند الى الان


ويعترف غالي بالسعي لاستمالة الاسرائيليين قبل انتخابه أمينا عاما للامم المتحدة اذ بعث اليهم برسالة نصها "اذا لم تعترضوا على انتخابي أعدكم بالسعي من أجل تحسين موقف اسرائيل داخل الامم المتحدة" ثم قام بتعيين اسرائيليين في مناصب مهمة داخل المنظمة وهو أمر "لم يحدث أبدا من قبل

اذن نجحت عمليا في تحسين العلاقة بين اسرائيل والامم المتحدة على الاقل في قضية قانا

كان الاسرائيليون قد قاموا بقصف معسكر الامم المتحدة الذي لجأ اليه نساء وأطفال المقاومين وأوقعت المئات من الضحايا" في عملية أطلق عليها رئيس الحكومة انذاك شمعون بيريس الرئيس الحالي للدولة العبرية اسم (عناقيد الغضب) استهدفت معسكرا للامم المتحدة بقرية قانا بجنوب لبنان عام 1996


ويضيف أن البعثة الدولية وضعت تقريرا وأن الهجوم "كان متعمدا" لكن الاسرائيليين "زعموا أنه حادث" وطلبوا منه اعادة النظر في تقريره ولكنه تمسك بالتقرير


ويقول "كانت هذه هي اللحظة التي كان علي أن أواجه فيها اللوبي اليهودي الذي اتفق مع الجمهوريين والديمقراطيين للمطالبة برحيل هذا البغيض الذي ينتمي الى العالم الثالث- العربي-المصري" في اشارة الى نفسه


ويحذر غالي من استمرار الفاصل التكنولوجي بين العالم المتقدم و"العالم التعيس" الفقير المتخلف الذي ستغلق أمامه أبواب العالم الاول وسيؤدي هذا الامر الى فاصل حضاري سيعيد الى الاذهان تلك الهوة التي كانت تفصل أوروبا عن بقية العالم في بداية الثورة الصناعية ويخشى أن تتسع الفجوة لدرجة ربما يصبح معها الحوار عسيرا حتى بين القيادات الفكرية في العالمين


وفي الصفحة الاخيرة من الكتاب يذكر من جديد بأن العالم "في حاجة الى جيل جديد من المنظمات الدولية" لادارة شؤون العالم بمشاركة لاعبين جدد

مقالات متعلقة

.