أبدت شركات إسرائيلية ومنظمات أمريكية إصرارها على بناء ما يسمى بـ"متحف التسامح " على أرض مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية في القدس، ووجهوا ضغوطاً كبيرة على المحكمة العليا الإسرائيلية لإعطاء الإذن العاجل بإقامة هذا المتحف بالرغم من وجود مئات القبور الإسلامية، فيما إستخفّ محام ممثل عن الشركات الإسرائيلية والأمريكية بقدسية القبور الإسلامية التاريخية وهزء من قبور جنود صلاح الدين الأيوبي المدفونين في مقبرة مأمن الله.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد بحثت في جلسة لها أمس الأحد 29-4-2007 في ملف مقبرة مأمن الله في القدس، وخلال جلسة المداولات في المحكمة العليا أصرّ محامو ممثلو الشركات الأمريكية الإسرائيلية على إقامة ما يسمونه "متحف التسامح" على أرض مقبرة مأمن الله ، واعتبروا أنّ الموقع الذي يتحدثون عنه هو "موقف سيارات"، وليس مقبرة إسلامية، وأنّ عدم إعطائهم الإذن ببناء المتحف سيضرّ بالتقدم العمراني لمدينة القدس، وسيُلحق بهم أضراراً مادية كبيرة، وقد شنّ عدد من محامي الشركات الإسرائيلية الأمريكية خلال مداولة المحكمة على الحركة الإسلامية في الداخل الإسلامية وبالتحديد على الشيخ رائد صلاح قائلين أنّ الحركة الإسلامية تريد إرجاع جميع الأراضي الوقفية، أما الشيخ رائد صلاح فيدعو إلى إقامة الخلافة الإسلامية وعاصمتها القدس، كما وأبدى عدد من محامي الشركات الإسرائيلية الأمريكية استخفافهم بقبور المسلمين والعلماء والفاتحين وخاصة جنود صلاح الدين الأيوبي، حيث شكك بوجود مثل هذه القبور وأخذ يلوح بيديه ويومئ برأسه بحركات تشير إلى استخفافه واستهزائه بقدسية مقبرة مأمن الله وحرمة المدفونين فيها.
هذا وفي ختام الجلسة أرجأت قاضية المحكمة العليا النظر في قضية مقبرة مأمن الله لمدة سبعة أيام لحين تسلم هيئة الدفاع المستندات والأوراق الخاصة بالقائمين على ما يسمى بـ "متحف التسامح"، بعد أن ألزم قضاة المحكمة المحامين الممثلين للشركات الإسرائيلية والأمريكية إبراز كافة الأوراق اللازمة لهيئة الدفاع.
وبالتزامن مع انعقاد الجلسة اعتصم المئات من أهالي القدس والداخل الفلسطيني قبالة المحكمة العليا، حاملين الشعارات باللغتين العربية والانجليزية كتب عليها" ارفعوا أيديكم عن مقبرة الله" ورددوا هتافات "بالروح بالدم نفديك يا قدس"، و"لن نرضى بانتهاك حرمة المقدسات".