معاقون في مجتمع معاق؟؟؟
* فأين الضمير؟ أين الانتماء؟ أين الإنسانية يا أهل الإنسانية؟ لقد صممتم آذانكم عن حججنا الدامغة، وما زلتم تنظرون إلى إعاقاتنا بدل النظر إلى طاقاتنا!!!
* نحن لا نستطيع تغيير الماضي لكن نستطيع أن نصنع حاضراً ومستقبلاً أفضل، وما دام التفاؤل سيد المواقف لدينا، لذا نمد أيادينا إليكم وندعوكم للتكاتف من اجل بناء مجتمع صالح
* هل يعقل أن الإعاقة الحقيقية أصابت المجتمع نفسه؟ فالبعض منه يعيق تقدمنا واندماجنا وتأقلمنا السليم في الحياة الاجتماعية العادية، وما زالت نظراتهم البغيضة تتجه نحونا
تمر الأيام وتمر السنوات، وتتعدد الأحداث علينا وعلى مجتمعنا، وتتحقق أمنيات وأخرى تستسلم كاستسلام الأمواج أمام الكاسر الصخري، وما زال البعض يعتقد أننا اقل نفعا من الأسوياء، وبعضهم يخاف من إعاقتنا!! كأننا وباءاً معدٍ أو ما شابه ذلك!! وما يضمد جراحنا هو إيماننا بالله جل جلاله، وأكسجين رئاتنا هو رضائنا بـقدرنا، وإرادتنا الفولاذية هي دعائم ثباتنا وصبرنا، ونحن ذوي الاحتياجات الخاصة، لا.. بل ذوي القدرات الخاصة، لا... بل ذوي الإبداعات الخاصة، ننتظر ذلك الاهتمام السوي ليس فقط من قبل المؤسسات والهيئات الرسمية إنما أيضا من قبل أفراد مجتمعنا الحبيب، نعم نلومكم لكونكم أقربائنا، أصدقائنا، جيراننا، أبناء بلدنا، نعم... نلومكم أنتم بالتحديد لأنكم تتجاهلوننا... تهمشوننا... تهملوننا... لا نطالبكم بأموال وصدقات، ولا مساعدة وخدمات، ولا شفقة ورعاية، بل نريد دعمكم لنا، تأييدكم لنا ولفعالياتنا، تشجيعكم ورفع معنوياتنا، نحن نملك ونعي ما نريد إيصاله لكم، نريد فقط قلوبكم، عيونكم، أياديكم معنا، إنسانيتكم، حبكم وحنانكم، لتتوجوا جهودنا المميزة، وانجازاتنا المتنوعة، نعمل كالنملة النشيطة والمثابرة، لنظهر مهاراتنا، وننتج ونتخطى إعاقاتنا، ونذلل العقبة تلو الأخرى، للاعتماد على الذات أولاً ورغبة بالاحتكاك بكم ثانياً، لكنكم تصدون غزلِنا، وترفضون دعواتنا، لأسباب مجهولة وغير مفهومة، نحن منكم وبينكم، ونرغب بتواصلكم معنا، فكما قال الشاعر \"وظلم ذوي القربى أشدّ مضاضةً على المرء من وقع الحسام المهنّد\" فأين الضمير؟ أين الانتماء؟ أين الإنسانية يا أهل الإنسانية؟ لقد صممتم آذانكم عن حججنا الدامغة، وما زلتم تنظرون إلى إعاقاتنا بدل النظر إلى طاقاتنا!!! إن عدم تجاوبكم معنا يزيد من إعاقاتنا ويؤدي إلى إحباط وخيبة أمل ليست بقليلة، والعيب ليس في الخطأ بل العيب في أن نستمر فيه، فقبل بضع أسابيع دعوناكم بأكثر من وسيلة إلى مشاهدة عرض مسرحي هادف من تمثيل ذوي ابداعات خاصة لتروا البراهين الواضحة على قدراتهم المذهلة في التمثيل المسرحي، وكل من حضر تمتع وانبهر، واهتزت جوارحه ودمعت أعينه وطالب بالمزيد من المقاطع وإعادتها، وبالرغم من خلو المقاعد الفارغة آنذاك رغبنا وأمِلنا برؤية وجوه جديدة لفعاليتنا، ليعرفوا ويتعرفوا أننا موجودين على خريطة الحياة، نبغي تقربكم وحبكم.
مسيرتنا تستمر بإبداعاتنا التي تزين صفحات الصحف ووسائل الإعلام، ونعرض من خلالها أعمالنا، جهودنا وما عندنا ولو كان قليلا. قمنا بتحويل الحزن إلى سعادة، والألم إلى أمل وأحياناً نسمع صرخات البعض بالإعجاب والدهشة، وعبارات التأييد والتشجيع، ولكن ما تتسارع هذه الصرخات إلى الزوال والاختفاء، فهل حقا كانت زائفة؟ مؤقتة؟ هل يعقل أن الإعاقة الحقيقية أصابت المجتمع نفسه؟ فالبعض منه يعيق تقدمنا واندماجنا وتأقلمنا السليم في الحياة الاجتماعية العادية، وما زالت نظراتهم البغيضة تتجه نحونا، تجاهنا، كالسهام القاتلة، نحاول تجاهلها والفرار منها، لكنها تنضم لآلامنا التي تأبى النزوح عنا، وتلازمنا كما تلازم الملامح والتعابير وجوه البشر، وجراحنا لا تؤلم أحداً غيرنا، نحيا بها ونلعب، نسهر ونلهو، وما سهرنا ولهوُنا إلا وسيلة من وسائل الهروب من الواقع والحقيقة، واقع تبخرت به أحلام الطفولة كقطرات المطر على أغصان الأشجار، وتبعثرت به صفحات كتب حياتنا، المليئة بالصبر الذي لا يطاق أحياناً وبالصدمات والذهول، ناهيك عن المعاناة اليومية المؤلمة.
نحن لا نستطيع تغيير الماضي لكن نستطيع أن نصنع حاضراً ومستقبلاً أفضل، وما دام التفاؤل سيد المواقف لدينا، لذا نمد أيادينا إليكم وندعوكم للتكاتف من اجل بناء مجتمع صالح ذو قيم اجتماعية تليق بأخلاقنا وبديننا الحنيف.أحببت أن افرغ صدري مما أثقله، وقلبي مما أعياه، وتكلمتْ الدموع الصامتة وبسمات الشفاه في عز الألم، فعبّرت بحروف وكلمات عجز اللسان عن النطق بها، فسامحوني إذا قسوت عليكم فالحياة أقسى مما تتوقعون وأرجو أن تكون الرسالة قد وصلت.