قال مسؤول سوري سابق أن الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، الذي أعدم في سوريا في منتصف ستينات القرن المنصرم، دفن في منطقة المزة بدمشق ولم يعد مكان دفنه موجودا بعد إقامة مبان وشوارع في نفس المكان
وروى هذا المسؤول تفاصيل حياة الجاسوس كوهين بدمشق، لافتا إلى أنه حقق معه شخصيا ونفى بشدة أن تكون المخابرات المصرية هي التي كشفته
وبحسب بعض المؤرخين فإن إيلي كوهين يهودي من أصل سوري من مدينة حلب ولد بالأسكندريه التي هاجر إليها مع عائلته عام 1924 وفي مصر انضم إلى منظمة الشباب اليهودي الصهيوني
وفي عام 1957م عمل مترجما لدى وزارة الدفاع الأسرائيلية، وخلال هذه الفترة تزوج من ناديا وهي يهودية من أصل مغربي
وبحسب روايات بعض المؤرخين فقد جندت أجهزة المخابرات الاسرائلية كوهين، وبدلت شخصيته ليصبح مسلما يحمل أسم ( كامل أمين ثابت) وطلب منه السفر إلى الأرجنتين ليعمل على أنه رجل أعمال سوري مغترب وهناك برز اسمه كقومي سوري
وقرر كوهين العودة لبلده سوريا كما كان يقول ليعمل فيها فتوجه إليها في عام 1962م ليعمل فيها جاسوسا حتى عام 1965م حيث كشف أمره واعدم بعد ثلاث سنوات قضاها في نقل أهم المعلومات العسكرية والسياسية من سوريا إلى إسرائيل
اعدام الجاسوس ايلي كوهين
وقال منذر موصلي مدير مكتب الرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ إن مكان دفن كوهين لم يعد موجودا حاليا، موضحا "انه دفن في منطقة المزة بدمشق ومكان دفنه أصبح الأن مبانيا وشوارع وحدائق ولا يستطيع أحد الوصول إليه"
ويذكر موصلي بأنه عند اعتقال كوهين كان يتولى منصب مدير مكتب الرئيس ومديراً عاماً للأنباء وأنه كان ملزما بتقديم تقرير حول التحقيق للرئيس، فقام حينها بالذهاب لمبنى شرطة منطقة المرجة حيث كان كوهين اعتقل هناك ودار حديث بينه وبين كوهين دام لربع ساعة تحدث فيها له بصراحة عن ندمه عما فعل
ويضيف موصلي " قال لي بأنه لا يجيد الجاسوسية وبأنها ليست مهنته وأنه لم يعمل من قبل في هذا المجال مع أي جهة في إسرائيل أو خارجها وأنه شاب مصري الأصل يهودي الديانة من الاسكندرية، وقال بأنه لما بدأت الهجرة هاجر إلى الأرجنتين وقال لي أنني أعرفك وقال لي جندت للعمل في سوريا 4 سنوات وفي العام الأخير اكتشف أمري"