* الوحل جاء كاجابة لصلوات ودعاء المشردين من اهالي غزة التي دمرت منازلهم في الحرب الاخيرة
* مخزون الاسمنت كان منخفضا حتى من قبل العدوان الاخير على القطاع مطلع العام الجاري, فكم بالحري الان؟
كتبت صحيفة التايمز صباح اليوم تقريرا خاصا اخر عن التجديدات الطارئة على الهندسة المعمارية في قطاع غزة الساحلي, القت من خلاله الضوء على تبني اهالي غزة وحكومة حماس تقنية البناء العتيقة المعتمدة على الوحل. تستهل الصحيفة افتتاحيتها بالقول ان الوحل جاء كاجابة لصلوات ودعاء المشردين من اهالي غزة التي دمرت منازلهم في الحرب الاخيرة.
وتقول الصحيفة ان مخزون الاسمنت كان منخفضا حتى من قبل العدوان الاخير على القطاع مطلع العام الجاري, فكم بالحري الان وقد خلف العدوان قرابة 50,000 من اهالي غزة مشردين في العراء دون سقف فوق رؤوسهم, وقد دمرت الحرب الاسرائيلية الغاشمة منازلهم!
وتضيف الصحيفة ان امداد الاسمنت وسائر مواد الترميم والبناء الى داخل القطاع انقطع منذ تولي حماس الحكومة عام 2006 واشتداد الحصار المحكم الخناق على القطاع. وكان المجتمع الدولي قد اجتمع في مصر بعيد الحرب التي دامت قرابة الشهر لتجنيد ملايين وبلايين من الدولارات لاعادة اعمار غزة الا ان الكيان الصهيوني آل دون السماح بإيراد الاسمنت الى داخل غزة, والادهى من ذلك والامر هو تكاتف الحكومة المصرية وتفاعلها مع هذه المؤامرة الغير انسانية, فلا تسمح الحكومة المصرية بادخال مواد غير الطبية الى غزة عبر شريطها الحدودي معها.
وكان جهاد شاعر 36 عاما من اول من استخدم تقنية البناء القديمة التي تعتمد بالاساس على الوحل وتراب الارض. يقول السيد شاعر "ان اجدادنا عاشوا في بيوت من وحل وكانوا سعداء راضين بها. فقررت ان اجرب حظي" واردف قائلا ان الجيران كانوا يستهزئون منه ويستسخرون منه, "كانوا يقولون لى اننا نسير قدما وانت ترجع الى الوراء. الا انهم اثير انطباعهم لدى استكمال البناء. فالبيت بارد في حر الصيف ويحفظ الحرارة في الشتاء" واردف السيد شاعر متبسما, "وانه مضاد للرصاص" لكنه استطرد وقد زالت البسمة من على محياه "ولكننا بحاجة الى بيوت مضادة للصواريخ".
وكان وزير الاعمال الجماهيرية, عبد الامير المنسي, قد زار بيت جهاد شاعر وقد انبهر بنجاعة البناء فقد امر باجراء مشروع تفحصي لمدى متانة ونجاعة مثل هذه التقنية. اما الان فقد خصصت حكومة حماس ميلون دولار لمشروع واسع النطاق لاعادة ترميم المنازل والمؤسسات وحتى المساجد على الطريقة القديمة..من الوحل.